فداء عيتانيفي نقاشات داخلية وجانبية مع بعض أركان المعارضة، وخاصة مع اللقاء الوطني والتيار الوطني الحر وحزب الله، تأخذ الحماسة أحياناً المناقشين فيغالون في تحميل هذه القوى مسؤولية التحرك لمصلحة الطبقات الأفقر في البلاد، وينسى المرء للحظات أن هذه القوى إنما تمثل فئات سياسية وطائفية ومالية محددة في البلاد، تضم في من تضم أثرياء متخمين وفقراء معدمين، إلا أن النقاش هذا يجب ألا يتوقف. في مكان ما تتلاقى مصالح الفقراء مع هذه القوى، وفي مكان آخر تتلاقى هذه المصالح مع قوى من 14 آذار، ومن يدرك مصالحه يجب أن يسبق الآخر في اجتذاب الطبقات الافقر إليه، ليس عبر خطب وشعارات تحمّل الآخرين مسؤولية تردّي الاحوال والتراجع الاقتصادي، بل عبر تبنٍّ صادق لمصالح أغلبية الشعب، أي فقرائه، بعدما حولت الأعوام الاخيرة من الحرب الاهلية ومرحلة السلم البارد الطبقة الوسطى الى بقايا وشذرات. يدفع المرء إلى قوى المعارضة هذه شكوى الناس، وقد يغيب أو لا يغيب عن باله أن هذه القوى لا تمثل مباشرة مصالح الفئات الأوسع من المواطنين، إلا أن العتب على قدر الآمال بهذه القوى.