طغى اللون الأخضر دون سواه أمس على كلية الإعلام والتوثيق ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، فرفع الطلاب أعلام حركة أمل واحتفلوا على أنغام الأناشيد السياسية للحركة وحزب الله. وسبب الاحتفال يعود إلى فوز مرشّحي الحركة بـ34 مقعداً بالتزكية بعدما انسحب مرشحو الحزب من اللوائح المشتركة للمعارضة في الكلية. ويوضح مسؤول التعبئة التربوية في الكلية محمّد حيدر أنّ سبب الانسحاب هو «أنّه لا فرق بيننا وبين الحركة، هم يعملون في المجلس ونحن في التعبئة».من جهته، رأى أحد مسؤولي حركة أمل في الكلية، الطالب فؤاد خريس، أنّ الوقت حال دون التوصل إلى اتفاق مع التعبئة التربوية على التفاصيل رغم التوافق على العناوين العريضة. وأكد خريس أنّ الحركة أصرت على تمثيل المستقلين في المجلس وهذا ما أدى إلى الخلاف فارتأى طلاب حزب الله الانسحاب. وعن عدم ترشّح أي طالب عن قوى 14 آذار قال خريس إن هذه القوى كانت لها مطالب تعجيزية عند طرح التوافق قبل الانتخابات. ورغم التبريرات التي قدمها مسؤولو الحزب والحركة، تداول الطلاب في ما بينهم أخباراً تؤكّد أنّ الخلاف الأساسي كان على توزيع المقاعد وعلى شروط معيّنة فرضتها الحركة واعتبرها طلاب التعبئة انتقاصاً من حقوقهم.
لم تحصل معركة انتخابية إذاً في الكلية، ما عدا مقعدي السنة الثالثة اللذين تنافس عليهما بلال عبود (حركة الشعب) ومحمود فقيه (الرابطة الوطنية اللبنانية) في وجه رانيا سنجر (مستقلّة). وأكّد طلاب المعارضة في الكلية أنّ سنجر مناصرة لتيار المستقبل وأن خوضها الانتخابات كمستقلّة «كذبة واضحة ومفضوحة». ترفض سنجر هذا الاتهام وتؤكّد أن سبب هذه الاتهامات بسيط «أنا سنية ومن صيدا شو بدن يقولو يعني». غير أن احتدام المعركة في اللحظة الأخيرة دفع بسنجر إلى الاتصال بمندوبة تيار المستقبل في الكلية ناهد يوسف لتصوّت لها، رغم أن يوسف كانت قد أعلنت في الجمعية العمومية أنّ التيار سيقاطع الانتخابات. وقد فاز عبود وفقيه بالمقعدين بفارق ثلاثة أصوات عن سنجر.
من جهة ثانية، أرجأ مدير كلية العلوم ـ الفرع الثالث الدكتور أحمد الرافعي جلسة انتخاب مجلس الطلاب الى يوم الثلاثاء بعدما جرت العملية الأربعاء الماضي من دون علمه أو التنسيق معه على حدّ قوله. تجدر الإشارة إلى أن المندوبين الذين اجتمعوا ليقروا المناصب هم الفائزون عن رابطة الطلاب المسلمين وعن شباب العزم في غياب تيار المستقبل. أما على صعيد كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ الفرع الثالث فبعد انتخاب أعضاء هيئة المجلس وجدت مجموعة بيانات على الأرض بعنوان «تهافت التهافت» موقعة من «جمعية كل طالب في أفضل جامعة من أجل خير الوطن»، خلُصت إلى أن الجامعة ما زالت ترزح تحت نير السياسة والمخابرات مع «تغيّر بعض الوجوه». وشككّ البيان في صحة إجراء قرعة لمعرفة الفائز في السنة الرابعة حقوق وتساءل «هل تهافت الاتصالات على مكتب المدير لمصلحة المرشح الأصغر سناً» هو الذي أفضى إلى ذلك؟
(الأخبار)