بسام القنطارواستعرض معلوف مجموعة من الحوادث التي أدت إلى طرح نقاش جدي حول موضوع الخبير البيئي (التعريف، الدور، التخصص، الالتزام، المهنية، الصدقية، الحماية... إلخ). وأشار معلوف إلى أنه «كلما وقعت حادثة بيئية ما نبحث فوراً عن الخبير البيئي. وكما تحتاج أي جمعية أو حزب لخبراء لصياغة الحجج والبرامج والمطالب والنضالات، كذلك يحتاج الصناعي أو أي استثماري أو أي ملوث (بشكل أو بآخر) لأن يتسلح أيضاً برأي خبير لكي يدافع عن مصالحه.
وتساءل معلوف: من هم الخبراء ومن يصنعهم؟ ماذا يتعلّمون؟ وبماذا يتخصصون؟ وكيف يصنفون؟ وهل يمكن أن يكون هناك خبراء في كل شيء؟ وكيف يمكن أن يحدد دورهم ضمن قوانين ومواصفات محددة؟
ورأى معلوف أن من المطلوب تحديد اختصاصات البيئة وتوصيفها وتبيان أهميتها وتعميمها على الطلاب حسب الاحتياجات الوطنية والعالمية. كما يفترض أن يعتبر المتخرجون مشاريع مناضلين بيئيين يوفّقون بين العلم والاختصاص والعمل ومتطلبات النضال والدفاع عن البيئة، وعليهم أن يجدوا إطاراً تشاورياً وتنظيمياً دائماً لتفعيل دورهم وعملهم.
وطالب معلوف بإطلاق «قسم الخبير البيئي» الذي يفوق أهميةً قسم الأطباء لأن الطبيب يمكن أن يتساهل في حياة إنسان واحد، أما الخبير البيئي فيمكن أن يؤدي تهاونه أو تطنيشه أو تواطؤه أو خطأه إلى كوارث إنسانية حالية ومستقبلية تصيب المجتمع أو الموارد الأساسية للحياة أو حقوق الأجيال الآتية.
بدوره، رأى هاتجيان أن المشروع يسلّط الضوء على قضية مهمة وحساسه جداً. واستعرض الدور المستجدّ الذي يمكن أن يلعبه القضاء لتأمين حقوق الأجيال المقبلة، معتبراً أن هذه المهمة صعبة. والقضاء يحتاج إلى خبير يرشده علمياً إلى الخطأ والصواب، وهذا موضوع حساس. وأردف هاتجيان «هناك لغط في لبنان لجهة الفصل بين سلامة الصحة العامة التي هي مسؤولية وزارة الصحة وبين سلامة البيئة التي هي مسؤولية وزارة البيئة، وبين تأثير البيئة على الإنسان وتأثير الإنسان على البيئة.
واستعرض هاتجيان حادثة الجراد الذي جاء إلى لبنان منذ عامين وموضوع موت السمك في بحيرة الكويشرة، وبيّن أن الخبراء البيئيين المختصين أثبتوا بالأدلّة العلمية أن الأسباب الحقيقية لهذه الأحداث لا تمتّ بصلة إلى ما نشر في وسائل الإعلام حينها وما تمّ ترويجه على ألسنة من يدّعون أنهم خبراء بيئيون.
ممثلة مؤسسة هنريخ بول، كارين ديك، استعرضت المشاريع التي تدعمها المؤسسة أو تقوم بتنفيذها بشكل مباشر، وشددت على أهمية المشروع والمخرجات التي يمكن أن يصل إليها».
بدورها، عرضت منسّقة المشروع غنى منيمنة لمراحله وأنشطته.