باريس ـ بسّام الطيارةتصرّ الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية الفرنسية في الكي دورسيه، باسكال أندرياني، على التأكيد أنّ «باريس تأمل في انتخاب رئيس للبنان على قاعدة المبادرة العربية»، لتشدّد أنّ العمل وفق هذه المبادرة يحصل بإجماع الفرقاء العرب، رغم المواقف الأميركية الأخير ة التي لا يبدو أنها تشجع أية حلول في لبنان أو في المنطقة العربية.
وتشير مصادر موثوق بها إلى أن كريستوف بيغو وفليكس باغانو، موظفي وزارة الخارجية المكلفين متابعة الملف اللبناني «منذ دخل غرفة العناية الصامتة»، يستقبلان معظم السياسيين اللبنانيين الذين يزورون باريس، دون أن يخرج شيء عن المداولات إلى العلن.
ويقول دبلوماسي عربي هنا إنّ ابتعاد «التحرك الفرنسي عن الأضواء يعود إلى حالة الارتباك التي تعيشها خلية السياسة الخارجية في الإليزيه»، كما يعزو ذلك إلى «الربط المباشر الذي تم بين السياسة الفرنسية وتوجّهات السياسة الأميركية». ويضيف أنّ «دخول الولايات المتحدة في غيبوبة الانتخابات الرئاسية الأميركية جعل الملتحقين بها على عتبة الانتظار». وقد قال وزير الحزب الاشتراكي السابق جاك لانغ أمس: «إذا أردنا الخروج من هذه الأزمات» (وهي، إلى جانب أفغانستان، أزمة الاحتلال في العراق والأزمة السياسية في لبنان) فـ«علينا إيجاد طريق حوار مع إيران».
واستطرد مشيراً إلى واشنطن بقوله «الرئيس الجديد، حال وصوله إلى البيت الأبيض، سوف يفتح حواراً مع طهران كما فعل نيكسون مع الصين في زمن الرئيس ماو تسي تونغ»، وتابع ناصحاً ساركوزي بالتحرك عوضاً عن انتظار واشنطن قائلاً: «أودّ أن تقوم فرنسا بلدي بلعب دور طليعي في هذا المجال وأن تفتح طريقاً واضحاً ومن دون أية مواربة». ملمحاً بذلك إلى أن رفيقه الاشتراكي برنار كوشنير لا حول له ولا قوة في تحديد السياسة الخارجية الفرنسية.
إلا أن ما قاله لانغ يقوله عدد متزايد من المراقبين حول «الارتباط التبعي الانتظاري» الذي باتت عليه الدبلوماسية الفرنسية في ما يتعلق بملفات كثيرة، وفي طليعتها الملف اللبناني.