الموالاة والمعارضة متمسّكتان بسليمان وفرنجية ينصح بعدم الانتخاب بعد 21 آبالمبادرة العربية ومساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتنفيذها ومبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحوارية «المشروطة» ومواقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان، شكّلت محاور الاهتمام الداخليمع عودة رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الى لبنان، أمس، بعد مشاركته في المؤتمر الأورو المتوسطي في أثينا، ينتظر أن تتحرك عجلة الاتصالات السياسية لتعبيد الطريق أمام إطلاق مبادرته الحوارية التي ربطتها مصادر رئيس المجلس بالنتائج التي ستؤدي إليها مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لبنانياً وعربياً.
وأكد هذا التوجه عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي خريس الذي أعلن أنه إذا استطاع موسى «الوصول الى تفاهمات بين الموالاة والمعارضة ولو بالحد الأدنى، فالرئيس بري لن يدعو الى طاولة الحوار»، فيما أكد مدير مكتب الأمين العام أن موسى سيزور لبنان بعد استكمال مشاوراته مع «الجهات العربية وربما الإقليمية والدولية المعنية».
وتابع، أمس، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاته العربية لشرح وجهة نظر الحكومة من الأزمة، وأجرى لهذه الغاية اتصالاً بوزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كما اتصل بوزير المال الكويتي محمد الحسين.
من جهة أخرى، نفى المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء الخبر الذي أذاعه تلفزيون «أخبار المستقبل» عن زيارة قائد الجيش العماد ميشال سليمان، أمس، الى السرايا الكبيرة واجتماعه بالسنيورة، وأكد المكتب أن الخبر «عار من الصحة جملة وتفصيلاً، وخصوصاً بمضمونه ولا سيما أن قائد الجيش زار السرايا (أول) أمس، لا اليوم (أمس)، وبالتالي فإن ما حكي عن مضمون الحديث من أنه مرتبط بما نشر عن لسان قائد الجيش في الصحف هو محض اختلاق لا أساس له من الصحة».

عون ليس متشوّقاً للسلطة

وغداة إدلاء سليمان بحديثه الصحافي، صدرت تعليقات للموالاة والمعارضة أكدت استمراره مرشحاً للطرفين، وأعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ردّاً على تصريح قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن استمرار ترشيح العماد سليمان ممكن بعد تقاعده «فهو كان سيترك القيادة فور انتخابه. فإذا كان صالحاً وهو قائد جيش فسيكون صالحاً بعد تركه قيادة الجيش»، موضحاً أن الشروط لم توضع عليه، بل على الأكثرية.
وفي حديث إلى إذاعة «بي بي سي»، أكد عون أن صيغة العشرات الثلاث ليست مطروحة بالنسبة إليه إلا في إطار معادلة ضيقة جداً عبر الوزارات السيادية، مشيراً الى أن المعارضة طالبت بإحدى الوزارتين، إما المال أو الداخلية، ومشدداً على أن الحكومة أخفقت في الأمن.
وعن المبادرة التي يزمع طرحها، دعا عون الى انتظار نتائج الرئيس بري، إذ «لا نريد أن تحدث زحمة سير بالمبادرات»، لكنه رأى أنه «إذا كانت الصيغة المصغّرة قد عجزت عن الوصول إلى نتيجة، فكيف يمكن صيغة موسعة أن تصل إلى نتيجة؟
وقال: «طالما إنهم يتناسون قانون الانتخاب فلن تسير الأمور. وأنا أقول عندها: أكملوا حكم البلد. أنا لستُ متشوّقاً لأن أصل إلى السلطة إذا لم أكن فاعلاً فيها»، موضحاً أن «الفعالية تكمن في أن يؤخذ برأي الشخص ضمن مجموعة متجانسة. نريد كمعارضة حجماً معيناً كي يكون لنا رأي في القرارات الحكومية، وإلا فأنا شخصياً لا أستطيع أن أقبل بالحكم وفي الوقت نفسه ألتزم عدم الاستقالةوبينما أكد رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أن رئيس التوافق الأول هو سليمان، فيما رئيس المعارضة الأول هو عون، نصح حلفاءه بعدم انتخاب رئيس في ظل المجلس الحالي بعد 21 آب، داعياً الموالاة إلى الموافقة على قانون الـ1960 «عندها ننتخب سليمان غداً». وأعلن فرنجية في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» ضمن برنامج «كلام الناس» أن «بيت القصيد في موضوع الثلث الضامن هو الخصخصة».
وأكد «أننا نريد أن تكون الداخلية بيد حيادي لا من «14 آذار» كالوزير الياس المر أو غيره».
وطالب بإعادة صلاحيات رئيس الجمهورية كما كانت قبل «الطائف»، متهماً تيار «المستقبل» بأنه يأخذ صلاحيات المسيحيين منذ «الطائف»، ولم يستبعد إمكان تغيير اتفاق «الطائف» في يوم من الأيام.
ورأى أن الوفاق العربي ــ العربي واللبناني ــ اللبناني يحصن الساحة الأمنية، مشيراً الى أنه «بخروج سوريا اعتبرت السعودية أن لبنان بات مقاطعة لها»، ودعاها الى دفع حصة لبنان في المحكمة الدولية.
وأكد فرنجية أنه لا أحد يمارس «ولاية الفقيه» في لبنان سوى البطريرك الماروني نصر الله صفير، وكشف عن أن الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والعماد عون لاموه على كلامه بحق صفير.
وفي جانب آخر، أشار وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت الى أن الحكومة «لا تستطيع التمديد للعماد سليمان، لأن ذلك يحتاج الى قانون في المجلس النيابي»، لافتاً الى أن «هناك خطوات أخرى تحت مظلة الدستور درستها الحكومة، وهي متحضرة لها للحفاظ على العماد سليمان مرشحاً توافقياً»، فيما حذّر النائب أنطوان زهرا من أنه «إذا كان انتخاب رئيس للجمهورية لا يمكن أن يتم إلا ضمن سلة شروط تكبل الرئاسة وتكبل كل القوى السياسية في البلد فسوف نتعامل مستقبلاً مع كل المواقع الدستورية بالمنطق نفسه، وبالتالي فلن يتم انتخاب رئيس للمجلس من دون شروط ولا تأليف حكومة أيضاً، ولن يمر أي إجراء دستوري من دون شروط».
بدوره، أكد أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان، خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس، «أن خروج لبنان من أزماته المركبة لا يمكن أن يتم إلا من خلال مشروع وطني سيادي». إلا أن رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان رأى أنه «بات من الواضح والمؤكد، من خلال مواقف دول أجنبية وعربية، أن هذه الدول تستغل فريقاً واسعاً من اللبنانيين، فريق الموالاة، في سياق المواجهة مع سوريا ومساندة إسرائيل. وبالتالي فإن آخر اهتماماتها استقرار لبنان أو سلمه الأهلي. وعلى الموالاة أن تدرك أن الأجانب وبعض العرب يستخدمونها كوقود في هذه المواجهة، ليعززوا موقعهم التفاوضي مع سوريا وإيران»، داعياً الموالاة الى أن «توقف فوراً اللعبة الهوجاء».

تناقض في مواقف الدول العربيّة

وبعد مجلس المفتين ومجلس المطارنة الموارنة، دعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب الرئيس الشيخ عبد الأمير قبلان إلى «الاستجابة للمبادرة العربية رأفة بالبلاد والعباد»، كما دعا الى الاستجابة لدعوة بري «الصادقة للحوار في إطار المبادرة العربية، والعمل معاً من أجل وضعها موضع التنفيذ»، مؤكداً أن على الأشقاء العرب التمسك بهذه «التي كانت حصيلة توافقهم، وألا يسببوا تضييعها بإدخال أنفسهم أطرافاً في النزاع اللبناني الداخلي، وأن يبقوا على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين».
من جانبه، حثّ متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال لقائه نقيب المحررين ملحم كرم على رأس وفد من مجلس النقابة، النواب على القيام بواجبهم داخل المجلس النيابي «وهو المكان المخصص لمعالجة قضايا الوطن»، مشيراً الى «أن القضايا المصيرية لا تعالج بالدبلوماسية، بل بتسمية الأشياء بأسمائها».
في غضون ذلك، حمّل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش في حديث إلى صحيفة «القبس» «الأيدي العابثة واللاعبة في لبنان» مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن تسمية الأسماء ليست ضروريةً، فقد باتوا معروفين.
وكان رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع التقى في مقره في معراب، القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية ميشيل سيسون حيث أطلعها على نتائج زيارته للولايات المتحدة.
وجددت سيسون دعم بلادها «لقضية لبنان وللحكومة وللشعب اللبنانين».