حالات ـ جوانّا عازارReady? Everybody in the dark هكذا انطلق صفّ «التخاطب العام والتواصل الشخصيّ» في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا (AUT). النشاط واضح وبسيط، إذ يلقي أحد الطلاب خطاباً شخصيّاً أمام زملائه باللّغة الإنكليزيّة، فيما يضع زملاؤه عازلاً على أعينهم. أمّا الهدف من هذا التطبيق، حسب أستاذ المادة، الدكتور ليكس كولمان فهو «أن يلقي الطالب خطابه من دون أن يتأثّر بنظرات الآخرين إليه، وليركّز على تقنيّات استعمال صوته وطريقة تنفّسه». أمّا المستمعون فيمكنهم بعزل نظرهم أن يكونوا في حالة إصغاء تامّة «وبالتالي يقوِّمون طريقة إلقاء زميلهم لخطابه ونقاط ضعفه وقوّته دون النظر إليه».
ويسجّل كولمان كل الخطابات على شريط فيديو، ليعود ويعطي بعض الملاحظات عن طريقة اللّفظ، والتنفّس وتقديم المعلومات.
اختلفت مواضيع خطابات الطلاب، فعرّفت ربى الهاشم زملاءها بفوائد الأطعمة، فيما اختارت رنا غطّاس موضوع السّحر والخيال. من جهتها، قارنت ماريا البستاني بين مستوى الغناء في الفترة الحالية ومستواه في الحقبة الماضية.
ويؤكّد كولمان أن المادة تعلّم الطلاب طريقة الكلام: «تعلّمنا جميعنا في المدرسة القراءة والكتابة، لكنّنا لم نتعلّم كيف نتكلّم. على العكس، في حالات كثيرة كان الأهل وأساتذة المدرسة يتوجّهون إلينا قائلين: «لا تتكلّموا»، «حافظوا على الهدوء»... في حين أنّ 80 % من تواصلنا اليوميّ هو شفهيّ. من هنا، فإنّ هذه المادّة تسعى إلى تعزيز مهارات الكلام، والعزف على الآلة الموسيقيّة الطبيعيّة التي نملكها جميعاً وهي الصوت».
وبدأ تدريس هذه المادة لطلاب الصحافة والراديو ــ تلفزيون، إضافة إلى طلاب العلاقات العامّة للمرة الأولى هذا الفصل. وستعمّم المادة العام المقبل على طلاب الجامعة من مختلف الاختصاصات، لأنها تعزز الثقة ومهارات الطلاب في التواصل. ويعطي كولمان مثالاً على ذلك: «إحدى الطالبات كانت خجولة إلى حدّ كبير، وكانت تخاف من مجرّد فكرة الوقوف أمام زملائها للتكلّم، وبعد متابعتها للمادّة ومثابرتها، بدأت تثق بنفسها وركّزت أكثر على طريقة تكلّمها متخطّية حاجز الخوف».
من جهتهم، يتحدّث الطلاب عن تغييرات لمسوها في حياتهم اليومية من خلال هذه المادّة فتقول الطالبة روز ــ ماري ضاهر: «هذه المادة أسهمت في تقوية شخصيّة الطلاب الذين يتابعونها، وهذا ما حصل معي على مستوى عملي، بحيث عزّزت مهارات تواصلي مع النّاس». وضع ضاهر مشابه لوضع الطالبة ليا قسّيس التي تقول: «كنت خجولة بعض الشيء، لكنني تعلّمت التغلّب على هذا الخوف من خلال تقنيّة إلقاء الخطاب التي درسناها في المادّة، واستطعت تطبيق ما تعلّمته في محيطي وعملي مسؤولةً في الكشّافة». أمّا الطالبة ماريا بستاني فتقول: «أفادتني هذه المادّة على مستوى إلقاء الخطابات في النشاطات العامّة والتنظيم، وفي مجال العلاقة مع الإعلام، بعيداً عن الخوف والتردّد، وقد استطعت تطبيق كلّ ما تعلّمته في مدّة قصيرة وفي نطاق عملي». من جهته، يؤكّد الطالب داني بربور الذي يتابع سنته الأولى في اختصاص العلاقات العامّة «أنّ تقدّم الطلاب كان واضحاً مع التمارين التطبيقيّة»، مشيراً إلى أنّ هذه المادّة كانت تجربته الأولى في «إلقاء الخطابات والتكلّم أمام الحضور».