الشوف ـ أميمة زهر الدينخرج الشاب ناصر أسعد القنطار (21 عاماً)، منذ أسبوع من منزل ذويه في عاليه، ولم يعد حتى الآن. وكان القنطار قد أمضى الليلة السابقة لاختفائه مع الأهل في وداع شقيقه الأكبر المسافر في اليوم التالي، وأكمل ليلته يدرس لامتحان الغد في جامعته، لكنّه لم يصل إلى جامعته كالعادة ولم يعد إلى منزله مساءً. وقد حاول الأهل جاهدين الاتصال برفاقه، لكنّ أحداً لم يعلم عنه أي شيء، عندئذ جرى تبليغ المراجع الأمنية في الدولة، وحتى اليوم لا جواب.
فالقنطار طالب في السنة الثالثة في شعبة التمريض في مستشفى عين وزين، التابعة للجامعة اللبنانية، وعضو في الصليب الأحمر اللبناني. وقد أشار والده «إلى أنّ ابنه فُقد منذ أسبوع، ومهما كان السبب، سواء رحل بخاطره أو لسبب آخر، أصبح الإنسان في هذا البلد محكوماً عليه بالرحيل أو الموت أو التعرّض للخطف أو مجرد الاختفاء». ولفت الأب المفجوع إلى أنّ هناك آراءً عن إمكان أن يكون قد استُدرج على الإنترنت من جانب فئات ما لأغراض معينة، أو أن يكون قد خطف، وقال: «قمنا بجولات عدة مع القوى الأمنية والصليب الأحمر في المناطق تحسباً من أن يكون قد تعرض لحادث، إلّا أن مساعينا لم تسفر عن أي شيء حتى الآن، وهناك أجهزة لا تقصّر وتعمل بجهد». وأكد أنّه ليست هناك معطيات تثبت ربط المسألة بأسباب سياسية، كما أنه ليس لدى ناصر أي مشكلة شخصية». ووضع الوالد اختفاء ابنه في نطاق الفلتان والدوّامة التي يعيشها الناس في هذا البلد.
وبعد انقضاء أسبوع على اختفائه، نفّذ زملاء القنطار في شعبة التمريض اعتصاماً في باحة الشعبة، تزامن مع اعتصام في قسم التمريض فرع صيدا، حضره زملاؤه في الكلية وحشد من أطباء مستشفى عين وزين.
وسأل المعتصمون: «من المسؤول عن اختفاء ناصر وما هو مصيره؟»، مناشدين الأجهزة الأمنية «مضاعفة جهودها للعثور على القنطار وعودته إلى جامعته وزملائه».