نادر فوزكثرت التحليلات والمواقف السياسيّة مع بدء الجيش الإسرائيلي سلسلة مناوراته بالقرب من الحدود اللبنانية، في ظلّ الأزمة الداخلية التي انحسرت عن شوارع بيروت.
«المناورات الإسرائيلية الحالية هي الحلقة الثالثة من سلسلة الإجراءات التي بدأت بعد حرب تموز»، يقول باحث الشؤون العسكرية الاستراتيجية، أمين حطيط، ليذكر التحقيق الأول في الإخفاقات العسكرية والتحقيق الثاني (فينوغراد) الذي عالج عنصر السلامة الداخلية، فـ«بدأ العمل الإسرائيلي الداخلي على مختلف الأصعدة الاجتماعية لتوفير عنصري الأمن والحماية». ويصف حطيط التحضيرات الإسرائيلية بـ«مناورة الشعب الصهيوني».
مصدر مقرّب من المعارضة استبعد أن تكون المناورات الإسرائيلية على علاقة بالوضع اللبناني الداخلي، «إنما هي انعكاس لمدى تأزم الأوضاع الإقليمية وللقلق الإسرائيلي الدائم من الردّ المتوقع لحزب الله على اغتيال الحاج رضوان»، واصفاً التحضيرات الإسرائيلية بـ«رسالة قوّة مصطنعة».
وأشار المصدر إلى أنّ أي حديث عن مسؤولية طرف داخلي بما يحصل على الحدود الجنوبية «غير واقعي، غايته توسيع الهوّة بين اللبنانيين لإضعاف الجبهة الداخلية أكثر». ورأى أنّ هذه المناورات دفاعية لا هجومية، وأنّها لا تهدف إلا لاستخلاص العبر من حرب تموز، في إشارة منه إلى استبعاد أي عدوان.
ويرى رئيس الحزب السوري القومي علي قانصو أنّ للمناورات الإسرائيلية أهدافاً عدة، أولاً: «فرصة لرفع معنويّات المواطنين والجيش في إسرائيل»، ثانياً: رسالة قوّة من الحكومة الإسرائيلية إلى حزب الله وسوريا، بأنها جاهزة لأي عمل عسكري، وأخيراً «تسويق وزير الحرب إيهود باراك لنفسه طامحاً برئاسة الحكومة». واستبعد قانصو أي صلة لهذه العمليات بمشروع حرب جديدة، ليضيف «لا ربط لها بحرب، إذاً لا انعكاس لها على الداخل اللبناني».
من جهة أخرى، يقول عضو كتلة تيّار المستقبل النائب مصطفى علّوش أنّ المناورات الإسرائيلية جزء من الخطة الإسرائيلية للاستفادة من المتغيّرات العسكرية التي طرأت خلال الأعوام الماضية، وخاصةً في حرب تموز، بهدف «تحضير الجمهور الإسرائيلي لاحتمال وقوع خسائر كبيرة في صفوفه بسبب أي عملية عسكرية مع المحور الثلاثي حزب الله ــ سوريا ــ إيران».
ومقابل هذه التحضيرات الداخلية للإسرائيليين «شعبنا مكشوف أمام العدو إن كان في الجنوب أو في البقاع»، يقول علّوش، مشدداً على أنّ التحضير الأمني لا يكون إلا للمقاتلين، فيما السكّان ينالون القسط الأكبر من الخسائر. ويلفت النائب الأكثري إلى أنّ حزب الله بعيد عن هذا المنظر، فهو «يعتبر لبنان مجرّد ساحة للصراع، ولا يهمّه عملياً إلا المحافظة على تحالفه مع معسكر الممانعة كما يسمّيه»، ليضيف أنّ الإسرائيلي يلعب على كل التناقضات، «لذا على حزب الله انتهاج وجهة التسوية الداخلية والإسراع في حلّ قضية رئاسة الجمهورية».