ليال حدادوكانت كل العروض باللغة الإنكليزية، باستثناء ما قدمه مركز كامل يوسف جابر الثقافي والاجتماعي ــ النبطية، الذي فضّل تلاميذه استعمال اللغة العربية مع ترجمة كل النصوص إلى الإنكليزية. واختار طلاب المركز «اعمل لمجتمع رياضي بيئي» عنواناً لعرضهم الذي ركّز على أهمية الجمع بين البيئة السليمة والصحة السليمة من خلال التعريف بعلاقة الرياضة بالبيئة. وتشرح رانيا صدقة من المركز «أنّ الكلام وحده لا يفيد، فنحن نتكلم ونفعل، لذلك أسّسنا ثمانية ملاعب رياضية في الجنوب وشجّرناها، لنؤمّن للشباب تسلية مفيدة في بيئة نظيفة». أما ليلى عاصي من المركز نفسه فتؤكّد أن ما يميّز «عرضنا هو أنّ أرجلنا على الأرض، والمشاكل التي نعرضها هي من صلب الواقع الذي نعيشه، أما الحلول فهي مستوحاة مما ينقصنا».
غير أنّ أحلام الأطفال وطموحاتهم لا يمكن حصرها بحدود «الواقع المعيش»، لذلك فضّل تلاميذ مدرسة «فاليه انترناشونال سكول» الحديث عن انقراض عدد من الحيوانات «التي لن نراها يوماً في حياتنا»، تقول التلميذة المشاركة بالعرض لارا أسادوريان. تبحث لارا عن الكلمات باللغة العربية، لتفسير أنواع التعذيب التي تتعرّض لها بعض الحيوانات قبل قتلها، «في الغوريلا، والفيل والمرن أكتر شي عمبموتوا»، أما «المرن» فهو النمر في لغة لارا العربية «المكسّرة».
وتنوّعت العروض الباقية بين مساوئ التدخين، والاحتباس الحراري، وآثار حرائق الغابات في لبنان في الصيف الماضي. إلا أن المدرسة الأكاديمية الدولية ــ دبي قدّمت عرضاً أثار إعجاب الموجودين، بعنوان «تشجير الصحراء» فصّلت فيه الطريقة التي اتّبعتها إمارة دبي في زرع أراضيها بالأشجار والشتول رغم الطقس الحار.
إضافة إلى عروض المدارس، كان لطلاب مدرسة (ACS) عرضاً مشهدياً استقبلت فيه الحاضرين عن تلوّث البحر. بدأ المشهد مع دخول صيادَين اثنين إلى المسرح، يفشل أحدهما بجمع أكثر من سمكتين، فينصحه رفيقه باستعمال الديناميت وهكذا فعل، ما أدى إلى موت الأسماك التي شاركت في المشهد عبر أربع تلميذات متنكّرات بزيّ السمك. وخلص المشهد إلى أن خلاص الأسماك من الموت يكون من خلال الشباب المتحمّس لدعم البيئة والمحافظة على ثرواتها. إلا أن عبرة المشهد المؤثّرة لم تمنع بعض الأهالي من «التنكيت» على الصيادَين اللذين ارتديا الزيّ التقليدي من شروال وغيرها والتحدّث باللغة الإنكليزية، فعلّقت إحدى الحاضرات «الله يرحمك يا بيي ما تشوف كيف صاروا يلبسوا شروال ويحكوا انكليزي».
وكان افتتاح الاحتفال قد بدأ بكلمات لمدير المدرسة والمدير العام للتربية فادي يرق الذي تمنّى أن تنسحب هذه النشاطات على المدارس الرسمية «ونحن طلبنا من ممثّلة السفارة الأميركية هنا أن تساعدنا في نقل هذه المشاريع إلى المدارس الرسمية».