نسيم عرابي«بسم الله الرحمن الرحيم. إننا نهدد جامعة البلمند تهديداً واضحاً وسليطاً بتفجيرها في الواقع من 7/4/2008 على أنها جامعة فسق وسوف يتم التخلص من مالها الحرام. ومن أنذر قد أعذر. فتح الإسلام».
مع هذه العبارات استهل طلاب جامعة البلمند وأساتذتها أسبوعهم، حيث عثروا صباح أمس على عشرات الأوراق ــ البيانات التي تحمل هذا التهديد ومذيلة بتوقيع «فتح الإسلام» داخل حرم الجامعة (مبنى خوري). انتشر خبر البيانات بسرعة بين الطلاب، ما أحدث القليل من البلبلة في صفوفهم، وخصوصاً مع انقطاع التيار الكهربائي عن الجامعة (سببه التقنين الدوري) بالتزامن مع انتشار الخبر، ما أصاب بعض الطلاب والطالبات بالذعر لبعض اللحظات. ومع شيوع خبر البيان، استدعت إدارة الجامعة القوى الأمنية للتأكد من مدى صحة الأمر، فحضرت قوى تابعة للشرطة القضائية وفرع المعلومات، إضافة إلى قوى الأمن الداخلي التي انتشر أعضاؤها بهدوء على مدخل الجامعة. وعلى الفور باشرت القوى الأمنية التحقيقات عبر تفتيش دقيق داخل حرم الجامعة، وصولاً إلى البحث داخل سلات المهملات، بحسب الطلاب.
وبعد الاستماع إلى بعض الشهادات، غادرت القوى الأمنية الجامعة من دون العثور على شيء مع استمرار التحقيقات، كما أكد مدير قسم العلاقات العامة في الجامعة الدكتور جورج دورليان الذي اكتفى بالقول: «لا تعليق لدينا على الموضوع. الحياة الجامعية تسير طبيعياً، ولنترك التحقيق يأخذ مجراه لدى القوى الأمنية».
وعن صحة أن يكون تنظيم «فتح الإسلام» وراء هذا البيان، قال دورليان ممازحاً: «لم يسبق أن وصلني تهديد من فتح الإسلام من قبل، لذا لا يمكنني معرفة إذا ما كان الأمر تهديداً حقيقياً منهم أو لا».
يذكر أنّ آخر حدث أجبر الجامعة على توقيف الدروس لمدة تجاوزت أسبوعاً كان في أيار من العام الماضي، حيث انتشر بعض مقاتلي «فتح الإسلام» في الأحراش المحيطة بالجامعة على وقع أحداث مخيم نهر البارد وبعض مناطق الشمال.
أما الأوساط الطلابية في الجامعة، فرجحت أن يكون البيان عبارة عن مزاح من أحد الطلاب لأسباب عدة، منها افتقار البيان للرصانة اللغوية وغياب الآيات القرآنية التي عادة ما تفتتح التنظيمات الإرهابية مثل فتح الإسلام بياناتها بها.
ما جرى أمس أعاد الحياة السياسية والأمنية إلى الجامعة المعروفة ببعدها عن المشاحنات، وخصوصاً مع غياب الانتخابات الطالبية للسنة الثالثة على التوالي.