الحدود الجنوبية ــ عساف أبو رحالبانتظار ما ستسفر عنه حلقة اليوم من المناورة الإسرائيلية المستمرة منذ نهاية الأسبوع، التي قيل إنها ستكون الحلقة الأوسع والأكبر، فرضت جهوزية الوحدات العسكرية، في قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، نفسها على امتداد الخط الأزرق لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار المناورة الإسرائيلية التي يبدو أنها تدور في العمق الإسرائيلي بعيداً عن الحدود مع جنوب لبنان. وانسحب هدوء نهار أول من أمس وخيم مجدداً مع ساعات صباح أمس واستمر مترافقاً بالحذر، وخصوصاً في المحاور الحدودية المتقدمة. وبدت أجواء المقلب الآخر من الحدود هادئة مع غياب العديد من النشاطات، وخصوصاً الزراعية منها، باستثناء بعض الجرارات التي تجولت وسط البساتين المحيطة بمستعمرتي المنارة والمطلة. وإلى الشرق حيث مواقع الاحتلال في الحماري والغجر والضهرة، اقتصرت النشاطات العسكرية على الطرقات الخلفية التي شهدت تسيير دوريات تندرج في إطار الروتين اليومي.
وفي الجانب اللبناني واصلت وحدات الجيش تنفيذ انتشار واسع على امتداد الشريط الحدودي وسط جهوزية تامة بدت من خلال المشاهدات الميدانية. كذلك رفعت قوات اليونيفيل وتيرة تحركاتها البرية والجوية، حيث سجلت سلسلة طلعات جوية لمروحيات دولية في خطوة وصفتها مصادر في اليونيفيل بأنها تأتي لتشديد المراقبة والتأكد من عدم وجود أي خرق للخط الأزرق. وأشار أهالي القرى الحدودية إلى تواصل النشاطات العسكرية ليلاً في الجانب اللبناني من الحدود.
ويقول إبراهيم المحمد، صاحب حقل يبعد مسافة مئة متر عن الشريط في منطقة العباسية، إن عمله اليومي في قطاف الفول لم يتأثر رغم الأجواء المخيمة على المنطقة، وأضاف: «المناورات والاستعدادات والدوريات لا تخيفنا. هذه السنة زرعنا دونمات قليلة لضيق المساحات بسبب حقول الألغام، وفي السنة المقبلة ننوي توسيع رقعة الزراعات لتشمل عشرات الدونمات وتلامس الشريط الحدودي».
وفي مرتفعات العرقوب لم تنعكس أجواء المناورة الإسرائيلية على أيٍّ من القطاعات، المزارعون جادون في عملهم اليومي ورعاة المواشي يسرحون ويمرحون بقطعانهم بين التلال، وصولاً إلى مقربة من الشريط الفاصل مع المزارع المحتلة. ويقول هيثم عبد العال الذي يملك 1200 رأس ماعز، ويقيم في مزرعة شانوح قرب الشريط: «الهدوء سيد الموقف، لم نسمع إطلاق نار، حركة جنود الاحتلال على جبهة المزارع خفيفة تدنت مع بدء المناورة، نذهب يومياً إلى شانوح، حيث يقيم قسم من العائلة هناك مع القطيع، وباختصار كل الاعتداءات التي استهدفتنا منذ الستينيات لم تؤثر على صمودنا، وهذه المناورة لا تعني لنا شيئاً وسنواصل نشاطنا اليومي وسط حقولنا وضمن الخطوط المرسومة المتعارف عليها».