فداءعيتانيما الذي تغيَّر منذ إقفال أبواب الحوار الى اليوم؟ لماذا لم يعد هناك من حلول الآن في لبنان عبر الحوار كما يقول رئيس وزرائنا الطائر من مصر الى الإمارات؟ لماذا كان مقبولاً إجراء جلسات حوار تعطل المجلس النيابي والوسط التجاري وبعيداً عن رئيس الجمهورية في الماضي القريب، واليوم لم يعد الأمر مقبولاً ولا منتجاً؟
مفارق كلام رئيس حكومتنا الجوّال، الذي يَسأل مَن نقل الحوار الى الشارع، كأنّا في لبنان طرف واحد لا طرفان متصارعان.
يفتح ذلك مرّة أخرى على نقاش جدي يجري بصورة هزليّة حول الكيان اللبناني والكيانيّة والعلاقة بالعروبة. للأسف، إن من لا يقرأ التاريخ يحكم ومن يقرأ التاريخ سيمتنع حكماً عن إطلاق نعوت حول «العثمانيين» وحول الكيانية اللبنانية، وخاصة أنها لا تعني أكثر من مجرد متصرفية في جبل لا منافذ له برية أو بحريّة على محيطه.
من عجائب هذه البلاد، أن يتحول المدنيون الى تابعين لدعاة القبلية، ومن غرائبها أن يحكمها جباة الضرائب، كما حصل في متصرفيّات جبل لبنان.
فداء ...