strong>فاتن الحاجأيام قليلة ويكون لطلاب المدرسة المعمدانية الإنجيلية في بيروت الشركة ــ الحلم التي يطلقونها الجمعة المقبل من قصر الأونيسكو. فالطلاب باتوا يُمسكون بقواعد «البزنس»، بعدما عاشوا مراحل تأسيس شركتهم من الفكرة إلى بيع الأسهم واختيار الاسم، مروراً بتشكيل مجلس الإدارة، وتسلُّم مواقع قيادية، وصولاً إلى اختبار السوق ولعبة الربح والخسارة. لكنّ أعضاء الشركة الـ 23 يراهنون على الربح وتمثيل بلدهم في عُمان بعد اجتياز مباراة الثامن والعشرين من الجاري في لبنان التي يتنافس فيها طلاب المعمدانية وثانوية عمر بن الخطاب (المقاصد) والمون لا سال ومدرسة الإيمان في صيدا. ويدير طلاب المعمدانية شركتهم بمبادرة من جمعية إنجاز لبنان، ومتابعة استشارية من فرنسبنك، على أن يُصَفّى عملها بعد ثلاثة أشهر من انطلاقتها.
«P&B’Z» هو الاسم الذي اختاره طلاب المعمدانية لشركتهم التي لا تختلف، كما قال نائب رئيس الشركة قاسم عبد الله عن أية شركة أخرى سوى أنّها غير مسجّلة. «شركتنا تنتج الأزرار والملصقات وهي اختصار
لـ«Pins and Bumps Stikers»، يقول قاسم. وهنا يشرح المسؤول المالي رمزي جابر قائلاً: «أردنا أن نتوجه إلى الشباب من خلال Pins تحمل شعار شركتنا وتسجّل موقفنا من الواقع السياسي وحقوق المرأة ومحاربة الإيدز والموسيقى...». ثم يستدرك: «نحنا مش ضد السياسة، بلد بلا سياسة أكيد فاشل، بس نحنا ضد الحالة السياسية الآنية».
ومن الملصقات التي أنتجتها الشركة:iwayn msefer ou3a tsefer‚ United We Stand‚ Not Blindly We Follow‚ DROP EDUCATION not bombs أو نقف متحدين ولا نتبع بشكل أعمى، شجّع العلم وليس القنابل.
تعلّق مسؤولة العلاقات العامة ليلى قبلان: «نريد أن ندفع الشباب إلى التفكير بالمستقبل والابتعاد عن السياسة التي تعميهم». ويعرب مسؤول الإنتاج عيسى خليفة عن اعتقاده بأنّ هذه السلعة تباع بسهولة، «فالفكرة كتير سلبي وبتجذب الشباب».
هكذا خرج الطلاب بفكرة بسيطة تحمل رسالة، ولا تكلّف كثيراً، وبدأوا من الصفر بعدما باعوا 400 سهم للزملاء والأصحاب والمعارف بـ 800 دولار أميركي شكّلت رأسمال شركتهم. ثم انطلقوا في تنظيم الحملات التسويقية، فعلّقوا «البوسترات» في المدرسة وارتدوا T-Shirt عليها شعار الشركة، وشكّلوا مجلس إدارتهم الذي يتخذ القرارات بالتصويت على قضايا تتعلق بالإنتاج والتسويق والشؤون المالية.
وتلفت المسؤولة عن التسويق آية بدر الدين إلى «أننا تعلمنا كيف ننزل إلى السوق، ونختار النوعية الجيّدة بالسعر الذي يناسبنا، وكيف نعقد الاتفاقات، فاكتشفنا التخلف بالمواعيد التي يقطعها لنا أصحاب المصالح، وأنا شخصياً اطلعتُ على التفاصيل المتعلقة بالتسويق التي لم يكن لديّ أدنى فكرة عنها، واستفدتُ كثيراً لكوني سأتخصص في هذا المجال في الجامعة». هنا يتدخل قاسم فيقول: «أدركنا أنّ الحياة العملية ليست سهلة، والتجربة أطلعتنا على سوق العمل، وجعلتنا نتحمل المسؤولية». هي تمهيد للمرحلة الجامعية، يقول رمزي، وخصوصاً أننا تعلمنا كيف نستخدم الديموقراطية في اتخاذ القرار. ببساطة بتنا نعرف ماذا تعني كلمة شركة، وكيف نكون منظمين، والأهم كيف نستطيع أن ندير فريق ونؤثر فيه وهو ينتمي إلى الفئة العمرية نفسها.
ولا يخفي رئيس الشركة رغيد أبو ضرغم حماسة الطلاب وتمنياتهم لاستمرار المشروع، وخصوصاً «أنّ شباناً من بلدان أخرى أخذوا هذه المبادرة باعتبار أنّ المشروع عالمي، وإن كان الأمر صعباً لأنّه مطلوب منا تصفية الشركة بعد 3 أشهر، لكننا مع ذلك، بتنا نعرف كيف نؤسس الشركة الخاصة بنا، والهجرة ليست الخيار الوحيد للأدمغة اللبنانية».