ليون ــ بهية العينينشارك أكثر من 15 باحثاً في علوم اللسانيات التطبيقية والحاسوب من تسع دول فرنكفونية، في مؤتمر «التعرف الآلي إلى المعاني من خلال استكشاف السياق» (طريقة ألسنية يعمل بها في مختبرات اللغات والمعلوماتية) للغة العربية والفرنسية في جامعة ليون الثانية في فرنسا. وعرض الباحثون ما توصلوا إليه من نتائج تخدم الترجمة الآلية وكيفية معرفة المعاني المتعددة للكلمات بدراسة سياقاتها المختلفة.
وشدد منسق المؤتمر الدكتور جوزيف ديشي على ضرورة أن توفر الأنظمة الجامعية شهادة ماجستير، تجمع ما بين اللسانيات الحديثة وتقنيات اللغة الجديدة التي من شأنها أن تمنح الطلبة فرص العمل المهني الجديدة التي يتطلبها تطور مجتمع الإعلام. ولفت ديشي إلى أن الأساتذة في جامعة ليون الثانية يؤيدون الفكرة ويعملون على تحقيقها. وقد شارك من لبنان الدكتور في الجامعة الإسلامية الدكتور غسان مراد، وحاضر عن أهمية تجزئة النصوص آلياً وعن المعالجة الآلية للغات واستخلاص المعلومات آلياً. وأشار مراد إلى أن تجزئة النصوص وتحديد الكلمات والجمل والفقرات هي عملية ضرورية لفهم النص، وبالتالي يجب على الآلة أن تقوم بالتجزئة لكي نصل إلى فهم اللغة آلياً. وأوضح مراد أنّ كل عملية فهم وتأويل، سواء كان المعالج «آلياً أو إنسانياً»، تحتم تحديد أجزاء النص. وعرض مراد برنامجاً معلوماتياً لتجزئة النصوص آلياً. ويعد هذا البرنامج من البرامج الحديثة التي تدخل بشكل معين ضمن مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال إنّ الأبحاث في هذا المجال تساعد على ردم الفجوة العلمية بين البحاثة في الشمال والجنوب، علماً بأنّ الأبحاث التي يقوم بها البحاثة في الدول النامية لا تقل أهمية عن أبحاث الدول الغنية. ولكن ميزانيات الأبحاث في الدول النامية معدومة نسبياً ما يؤدي إلى عدم الاستفادة من ابحاثنا في تطورنا العلمي. وعن مجال المعالجة الآلية للغة العربية الذي يربط العلوم اللغوية بعلوم الحاسوب، أكد مراد أهمية تدريسها في الجامعات العربية واللبنانية للمحافظة على المخزون اللغوي وأن تبقى حاضرة على كل المستويات العلمية والاقتصادية والثقافية ما يؤدي إلى انتشارها في العالم عبر الانترنت.
أما أستاذ اللسانيات في الجامعة اللبنانية الدكتور نادر سراج فقد اختار كتاب سمير قصير «تاريخ بيروت» بنسختيه الفرنسية والعربية، ليقدم نموذجاً تطبيقياً للترجمات المعتمدة للروابط أو الوصلات المستخدمة لربط الجمل والفقرات. والنموذج الذي توقف عنده هو أداة الربط «mais» الفرنسية ومثيلتها «لكن» العربية التي رأى أنها «حتحتت النحاة».
ومن تونس طرح الباحث رمزي عباس محركات البحث في اللغة العربية، وشدد على ضرورة خلق بنوك لغوية للمعلومات تساعد مستخدم الانترنت على رفع الالتباس عن الكلمات غير المحركة.