شقرا ــ داني الأمينوادي السلوقي (الشهير)، المتصل بوادي الحجير، يقع شمالي القلعة ويفصل بينها وبين الأبنية السكنية لبلدتي مجدل سلم وشقرا. وهذا الوادي التاريخي مع محيط القلعة يمثّلان الآن متنزّهاً شعبياً عاماً، يقصده الأهالي هناك، وتنظّم إليه رحلات طلبة المدارس والثانويات الذين لا يستطيعون الذهاب بعيداً لمشقّة ذلك مع ما يتطلبه من تكاليف مادية. أشجار الوادي والمكان المحيط بالقلعة باتت قليلة جداً وتعدّ على أصابع اليد، لكنها قديمة وكبيرة، وهي معمّرة من نوع «البطن»، ويعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين، حسب أحد كبار السن في حولا. ويتسابق أبناء المنطقة إلى حجز الأمكنة المحيطة بهذه الأشجار للتفيّؤ بظلّها، ووضع عدة «النزهة». واللاّفت أن هذه الأمكنة تقصد أيضاً ليلاً، فيُشعل الحطب ويشوى اللحم والدجاج، مع ضرورة توافر الأركيلة، حتى إن بعض المحال التجارية في شقرا يقدم خدمة إيصال الأركيلة إلى الوادي.
سهرات وادي السلوقي وقلعة دبي، ليست جديدة على أبناء المنطقة، لكنها جديدة على الجيل الجديد فيها. فقد كانت لوادي السلوقي حكايات تتناقلها الأجيال، وكان البعض يسكن قلعة دبي، التي تعقد فيها السهرات الخاصة والعامة، إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي، فحرم أبناء المنطقة من نعمة الطبيعة هناك، لمدة أكثر من عشرين عاماً، لكن ذلك أسهم في توقّف الامتداد العمراني، وبالتالي بقيت الأراضي هناك جميلة وطبيعية، رغم أن بعض الكسارات بدأت تنهش الوادي الجديد القديم، دون أي رقيب أو حسيب، ما شوّه الكثير من معالم الطبيعة الجميلة.
وشهد وادي السلوقي وقلعته الكثير من الحوادث والوقائع، جلّها ما له علاقة بالمقاومين الذين كانوا يعبرون هذا الوادي، للدخول إلى منطقة «الحزام الأمني» المحتلة من جانب الإسرائيليين. فعشرات الشهداء سقطوا هناك، في معارك متعددة أو في كمائن إسرائيلية، حتى سمّي الوادي وادي الموت أو وادي الشهداء. ففي كل زاوية من الوادي سقط شهيد أو عبر، ويوجد اليوم بعض العلامات التي وضعت بعد التحرير والتي تشير إلى أماكن استشهاد بعض المقاومين.
استبيحت قلعة دبي عدة مرات من جانب الإسرائيليين، فقصفت أكثر من مرة. وهي الآن مستباحة من الجيل الجديد، الذي يستخدم بعض حجارتها المتناثر جزء كبير منها، وتترك الأوساخ في محيط القلعة وغرفها المتعددة، دون أن تعمد أي جهة رسمية إلى حماية ما بقي من هذه القلعة الصليبية القائمة على أنقاض بناء روماني، بدليل ما يوجد حولها من المدافن الشبيهة بالمدافن الرومانية، كما ورد في معجم جبل عامل.