الحدود الجنوبية ــ عساف أبورحالدوّت صباح أمس صفارات الإنذار والانفجارات في المستعمرات الشمالية الإسرائيلية في اليوم الثالث للمناورة التي ينفّذها جيش الاحتلال، فيما شهدت الأجواء تحليقاً مكثفاً للمروحيات الإسرائيلية فوق الأطراف الشمالية لسهل الحولة.
وفي التفاصيل أن قوات الاحتلال أطلقت عند العاشرة صباحاً، صفارات الإنذار في كل المستعمرات الشمالية والمواقع العسكرية على الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية قبالة منطقة القطاع الشرقي من جنوب لبنان. وفي داخل مستعمرة المطلة كان الوضع الداخلي مع ساعات الصباح ضمن الروتين اليومي، إلى أن أطلقت صفارات الإنذار في أكثر من مكان حيث انعدمت الحركة باستثناء مجموعة مدنيين تموضعوا تحت أشجار الكينا القريبة من السياج يعتقد أنهم صحافيون قدموا لتغطية الحدث.
وإلى الشرق حيث بلدة الغجر المحتلة ومواقع الاحتلال في الحماري والضهرة، كانت صفارات الإنذار حاضرة في الموعد المحدد. وقالت مصادر عسكرية مراقبة إن دويّ انفجارات سُمع عند الأطراف الغربية من الجولان السوري المحتل، رافقه تحليق تسع مروحيات إسرائيلية على ارتفاع منخفض إلى الجنوب من بلدة الغجر وامتداداً حتى قرى الجولان التي لم تكن بعيدة عن أجواء ما يجري هناك. وأضافت المصادر إن عشرات القنابل المضيئة أطلقها جيش الاحتلال ليلاً في سماء المنطقة الممتدة من جبهة المزارع حتى بلدتي العباسية والغجر، مشيرةً إلى أنها تندرج ضمن البرنامج المقرر للمناورة، وعند الحادية عشرة من قبل الظهر خرق الطيران الحربي المعادي الأجواء اللبنانية بعد غياب يومين على الطلعات اليومية المتكررة.
وفي الجانب اللبناني، أحكمت قوات اليونيفيل قبضتها على امتداد الخط الأزرق، وخصوصاً عند المفاصل التي يمكن من خلالها تنفيذ خرق للسياج الحدودي، وتمركزت ناقلات جند مدرعة على امتداد مجرى الوزاني وعند الأطراف الشمالية لبلدة الغجر، فيما جالت دوريات أخرى كانت في حال جهوزية تامة، كما واصلت وحدات عسكرية تابعة للجيش اللبناني انتشارها وتمركزها في نقاط ومحاور حدودية متقدمة، في وقت دققت فيه الحواجز الأمنية بهويات المتجهين نحو أماكن حدودية.
وإلى الغرب من بلدة الوزاني، قصد راعي الغنم محمد المحمد مع قطيعه، المروج القريبة من موقع الحماري، متخطياً حقول الألغام معتمداً «خطة التسلل التدريجي البطيء» ليلامس الشريط الحدودي حيث أخطر المواقع الإسرائيلية «الحماري» الموقع الوحيد الملاصق للشريط الحدودي، وقال: «الأرض أرضنا، ولا يستطيع أحد منعنا من رعي قطيعنا، هم ينفذون مناورة لأنهم خائفون على أمنهم نتيجة انعدام الثقة بوحداتهم العسكرية، بالمقابل لسنا خائفين من هذه المناورة ولا من هذا الموقع المحصّن، كما أن حقول الألغام التي خلّفوها وراءهم نعرفها جيداً، وخرافنا باتت تنحرف عنها تلقائياً».