فداء عيتانيمسكينة تلك القوى التي ما زالت تتذكّر أناساً مثل دلال المغربي، الفدائية الفلسطينية، أو وديع حداد. فهذه القوى خارج التاريخ، وهي خارج السياق الحالي، وكل ما يجب أن يتذكره الناس اليوم هو أن الأميركيين حين داسوا شواطئنا عام 1958 ثبّتوا السلم الأهلي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وأن الرأسمال اللبناني المتعدد الأشكال، من الإقطاع الى المصرفيين، قرّروا في منّة كارَموا بها شعبهم إيجاد التعليم الرسمي، فكانت الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية، وفي مكرمة أخرى أوجدوا الضمان الاجتماعي رأفةً بالفقراء، وفي عطف أبوي وضع الجنرال فؤاد شهاب الإصلاح الاقتصادي على السكة، وإن لم يسر الإصلاح ولم تشبه السكة الصراط المستقيم بشيء.
لا الأجور زيدت بفعل التظاهرات، ولا القضية الفلسطينية سمع أحد بها بفضل دلال ووديع. كل ذلك أوهام تستجلبها المعارضة، وتعمّمها في أذهان المواطنين، وما حصل فعلاً هو عطايا أين منها عطايا الملوك والسلاطين.
فعلاً مساكين أولئك الذين لا يزالون يتذكّرون دلال المغربي.