ثائر غندورفي السابع من كانون الثاني صدر «إعلان فلسطين» عن ممثل اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عبّاس زكي، وحمل اعتذاراً فلسطينياً عن مشاركة الفلسطينيين في الحرب الأهليّة. حمل زكي هذا الإعلان ودار فيه على الأحزاب السياسيّة. تلقّف الكتائبيّون المبادرة، وبدأوا منذ فترة بالتحضير لندوة في مقرّهم الرئيسي في الصيفي، «من أجل مناقشة هذه الورقة وبلورة موقف مسيحي منها»، بحسب ما يقول أحد مسؤولي الممثليّة الفلسطينيّة في لبنان.
وسيتحدّث في الندوة ممثل السلطة عبّاس زكي، ورئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط (أو من يمثّله) والسيد عبد الرحمن الصمد، لكونه كان منتمياً إلى «الحركة الوطنيّة».
من جهة الكتائب، يقول مستشار الرئيس أمين الجميّل سليم الصايغ أن العمل جارٍ من أجل عقد ندوة من هذا النوع للبحث في مستقبل العلاقات اللبنانيّة ــ الفلسطينيّة ورفضاً للتوطين. وفي رأيه إعلان فلسطين مثَّل فرصة لمراجعة الحرب واستخلاص الدروس منها، ولذلك بادر حزب الكتائب بالدعوة، لأنه كان الشريك المسيحي في هذه الحرب ابتداءً من13 نيسان 1975.
ويضيف الصايغ أن الفلسطينيين شاركوا في حروب لا علاقة لهم بها، وبدأوا بتصحيح مسار الأمور عندما نقلوا العمل المسلّح إلى الداخل عبر الانتفاضة الأولى. كما استُعطف الفلسطينيين سابقاً، في رأيه، من أجل قلب معادلات النظام اللبناني، ولذلك «نحن نرفض وهم يرفضون أن يتحوّلوا إلى ألعوبة من جديد».
ويذكر في هذا الإطار رسالةً لمؤسّس الحزب بيار الجميّل موجّهة إلى وزير خارجيّة الولايات المتّحدة في عام 1973 هنري كيسينجر لمناسبة زيارة له للشرق الأوسط، حمّل فيها حينها «قيام الكيان الصهيوني مسؤولية كل ما يعانيه العرب والفلسطينيون»، وطالب بحلّ القضيّة الفلسطينيّة، «وإلا فلن يكون هناك سلم في الشرق الأوسط». ويشير الصايغ إلى أن هذا الموقف هو أقرب إلى موقف حركة حماس اليوم منه إلى موقف حركة فتح.
ويرى الصايغ أن الهدف من هذه الندوة تنقية الأجواء واستشراف المستقبل «وخصوصاً أن الفلسطينيين يعيشون واقعاً سيئاً في المخيّمات». ويؤكّد أن حزب الكتائب يوافق على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم انطلاقاً من إقرار هذا البند في جلسات الحوار الوطني، لكنّه يرفض إعطاءهم حقوقاً سياسية، بل يؤكّد وجوب الحفاظ على حقّ العودة. وهنا يرى الصايغ ضرورة التنبه، وخصوصاً أن القضيّة الفلسطينيّة أمام مفترق، «ويجب أن لا يُدغدَغ أحد بفكرة اللعب على تناقضاتنا في سبيل إمرار التوطين».
ويرى الصايغ أن على اللبنانيين إشراك المجتمع في تحمّل مسؤوليّة المخيّمات، لا لبنان وحده. ويعود إلى ما جرى في مخيّم نهر البارد من أحداث قبل نحو أربعين يوماً من ذكراها السنويّة، ليقول إن لبنان لا يستطيع أن يتعامل مع ملف السلاح الفلسطيني من دون استذكار هذه الحادثة، التي لم يجر أي تحقيق رسمي فيها رغم أن كلّ الروايات التي قيلت في ما جرى هناك، ليست روايات محايدة ولا مثبتة، بل ثمة رواية للجيش اللبناني وأخرى للمدنيين الفلسطينيين.