فداء عيتانييعشق قادة قوى 14 آذار الأجواء البوليسية. أغلبهم أتى من معارك واغتيالات وتفجيرات ومجازر كان يمارسها يومياً أو حين تتاح له الفرصة خلال الحرب. وأغلبهم أدمن أجواء المخرج ألفرد هيتشكوك وأفلام الرعب. وعجز القادة الشبان عن تطبيع شيوخ الأكثرية في الحياة المدنية، بل عكس الشيوخ على الشباب أجواء الحذر والحماسة للتدابير الأمنية التي تتطلب الثروات ولا تأتي بنتائج تذكر.
هي عادات 14 آذار الغريبة، حيث لا يكتفي قادتها بأنهم معرّضون للاغتيال، بل يبشّر بعضهم بعضاً، ويبشّرون مناصريهم وعموم اللبنانيين بأن الاغتيالات ستتواصل، وأنها عائدة لا محالة، وأنهم بصفتهم زعماء، معرّضون في كل حين للموت في الشوارع، وتراهم يبتسمون حين يطلقون خطبهم هذه كأنهم أصبحوا من هواة تعذيب الذات.
مصيبتهم اليوم أن الناس يتابعون ارتفاع أسعار النفط والخضر ومسار الحياة اليومية أكثر مما يتابعون مسار شذوذ رغبات القادة الطائفيين. ربما لذلك هم يحتاجون إلى اغتيال ما يعيدهم مالئي الدنيا وشاغلي الناس.