باريس ـ بسّام الطيارةهل يقود كوشنير السياسة الخارجية الفرنسية، أم أنه يكتفي بتأطير رغبات خليّة الإليزيه الدبلوماسية التي يضعها جان دافيد ليفي ضمن المجموعة التي تتولى إدارة الشؤون السياسة في الكي دورسيه؟ سؤال يفرض نفسه على كل متابع لتصريحات كوشنير المتعلقة بالمنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً. حتى إن البعض لا يترددون في القول إن «الدور الكبير الذي كان يؤديه كريستوف بيغو إلى جانب الوزير» تراجع جداً. ولم يتعجب المتابعون للشأن اللبناني من تصريحات كوشنير النارية التي أطلقها قبل يومين، والتي وجه سهامها إلى أطراف المعارضة بشكل مباشر وغير مباشر، وربط اتهاماته بشبكة الاتهامات الأميركية التي صدرت قبل أقل من ٢٤ ساعة من تصريحاته.
ولم يعد المتابع يحكم على كوشنير من تصريحاته، إذ إنها تتضمن تناقضات يصعب فهمها، بينما يمكن التأكد من أن خط السياسة الفرنسية التي وضعها فريق ساركوزي متواصل لا يحيد عن المسار الذي أوجدته القوى التي عارضت بشدة مؤتمر سيل سان كلو والتي رأت أن مجرد دعوة حزب الله إلى باريس وإرسال السفير كوسران إلى دمشق «كان خطأً لا يغتفر» كما يقول دبلوماسي رافق هذه التطورات. ومن هنا بدأت الدبلوماسية الفرنسية «تعود إلى المسار الشيراكي من دون شيراك»، وبدأ خطاب الدبلوماسيين الفرنسيين يقترب علناً من خطاب الأكثرية اللبنانية، وخصوصاً بعد وقوع خيار الفرقاء اللبنانيين على العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً. ويقول دبلوماسي إن كوشنير «اعتبر من لحظة التوافق على سليمان أنه أدى دوره للمعارضة، وعليه العودة إلى صفوف الأكثرية» وأنه «خدم أصدقاءه القدماء».
وذكرت مصادر مقربة من الوزير لـ«الأخبار» أن الوزير «ندم جداً بسبب تصريحاته التي تهجّم فيها على نبيه بري»، وتقول المصادر إن «الوزير وقع في فخ الأسئلة»، وقد يفكر في توجيه دعوة إلى بري لزيارة باريس.