رشا أبي حيدرنبتة ليفية عالمية تتميّز ببذورها المزيّنة بالبراعم البيضاء، سهلة التصنيع: إنّه القطن. نبات من فصيلة الخبّازيّات، يخفى على الكثيرين أن صناعته هي من أكثر الصناعات الملوّثة في العالم. إذ يكثر المزارعون من رشّ المبيدات الحشرية على الأعشاب الضارة التي تبرز عليه. تحتوي هذه المبيدات على مادتي الملاثيون والنوكوس اللتين تعدّان من أخطر الأنواع. كما تستلزم صباغته استخدام ملوّن كيماوي. أدى هذا الواقع إلى إطلاق صرخة بيئية عالمية تطالب باحترام قوانين الطبيعة. فعمدت بعض المصانع إلى إنتاج « القطن العضوي» الذي يصنّع بالطريقة التقليدية لكن من دون استعمال أي مادة كيماوية. إلّا أن صناعة «القطن العضوي» تبقى محدودة جداً، حيث لا تتعدّى 1% في العالم. صناعة سليمة وصحيّة فرضت ثقافة اجتماعية واقتصادية جديدة لم تعتنقها بعد أكثر الدول المصدّرة له كسوريا ومصر. فمصر تتفوق في إنتاج نوعية قطن عالية وجيدة، لكنّ ذهب مصر الأبيض، أي القطن، يواجه المشاكل بسبب إهمال الدولة له ورفع الدعم عنه. فالمصانع المصرية تقوم بإنتاج أقمشة رخيصة وخشنة لا تصلح للمنافسة فى سوق المنسوجات. أما سوريا، فهي تقوم بدعم محصول القطن عبر خطّة سنوية مدروسة. لذلك يتصدر القطن المرتبة الأولى في سوريا من بين المحاصيل الزراعية الأخرى. إلا أنه، في الحالتين، يفوق سعر القطن العضوي سعر الآخر العادي بنسبة 40% ممّا يستبعد قدرة الدولتين على اعتماد ثقافة قطنية جديدة تكلّف ثمناً باهظاً لا تتحمله المجتمعات الفقيرة.