محمد محسنيخرج الزبون من المتجر الفخم في أحد الأحياء الراقية. يحرك الكيس الورقي الفخم يمنة ويسرة متباهياً. تمر الأيام والكيس الفاخر مجهز للاستعمال لأغراض أخرى. هنا يبدأ الترويج من دون مقابل. فالمستهلك يسهم عن وعي منه أو من دون وعي، في التسويق لمحالّ تدفع مبالغ طائلة لتحقيق حملاتها الإعلانية.
فكميات من الورق السميك يطبع عليها الشعار، يمكن أن تعوّض عن الكثير من الإعلانات على أهميتها. وبدل أن يكون الزبون متلقياً للدعاية، يصبح مشتركاً في بثّها، ويدفع أثمانها بينما يروّج لها من دون أن يدرك. يقع الزبائن الذين يفاخرون بشكل غير مباشر بأكياس المتاجر التي يزورونها، في فخ الآلة التسليعية مدفوعين ببهجة التصنيفات الاجتماعية التي تمنحهم إياها. ويكرّس أصحاب المتاجر هذا المفهوم، إذ إنه يخدم تجارتهم.
تتطلّب مواجهة هذا المفهوم أو الحد من انتشاره وسيلة معالجة من نوع فريد. طبعاً ليست هذه الوسيلة مقاطعة المحالّ، أو العودة إلى أيام السلة المنزلية أو أكياس الخيش القديمة. بل يكفي فرز الأكياس بعد العودة إلى المنزل، وقلب تلك التي يمثّل استعمالها مادة ترويجية، بشكل يصبح فيه شعار الدعاية مخفياً. قد تكون العملية صعبة بعض الشيء في البداية مع أكياس الورق لكنها مع الوقت تصبح أسهل. أما أكياس النايلون، فمن السهل طيّها بالطريقة المذكورة. قد يتعجّب البعض من هذه الفكرة، لكن نظرة سريعة إلى منظومة سوق الإعلانات تزيل هذا التعجب.