strong>رشا أبي حيدر«طلابنا في خطر، وضعهم محزن ويجب التحرّك»، هذا ما خلص إليه المشاركون في الجلسة الأولى من ندوة «المدرسة ودورها في تعزيز الوقاية من المخدرات». وقد استند الاستنتاج إلى مسحين صحيين قامت بهما وزارة التربية والتعليم العالي ومنظمة الصحة العالمية، بالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية. وتناول المسحان السلوك الخطر على صحة الشباب وعناصر الحماية في لبنان، وشملا مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، ضمن عيّنة من المدارس الرسمية والخاصة، توزّعت على المناطق اللبنانية. وتضمّنت الاستمارة أسئلة عن سلوكيات الشباب بهدف تحديد حالتهم بدقّة. واختيرت في المرحلة الأولى المدارس بشكل عشوائي، ثم اختيرت الصفوف بشكل عشوائي أيضاً.
فمن بين 100 مدرسة، وافقت 92 على المشاركة، وتوزعت بين 50 مدرسة رسمية و42 خاصة. وتخللت الاستمارة أسئلة عن المخدرات، الكحول، الصحة النفسية، العنف ومواقف تجاه الإنجاب والصحة الجنسية. وقد شارك 5115 طالباً في ملء الاستمارة، بينهم 52.3% من الإناث. فبالنسبة إلى المخدرات والكحول، تبين أنّ 20% من الطلاب الذين شملتهم العينة شربوا الكحول على الأقل مرة في الشهر، و3.5% تعاطوا المخدرات.
وعلى مستوى الصحة النفسية، شعر 12% بالوحدة، فيما عانى 13.7% من القلق ولم يستطيعوا النوم، ولم يستطع 12.5% التركيز في دروسهم، وعانى 37.5% من الكآبة، وحاول 16% الانتحار، في حين خطرت فكرة الانتحار على بال 11.1%.
أما على صعيد العنف، فقد تعرض 17.3% للتحرّش الجنسي، والباقون تعرضوا للضرب. وشكا 38% من غياب دور العائلة في التربية، و39% عانوا عدم فهم الأهل مشاكلهم.
وفيما تبقى حالة لبنان الأفضل مقارنة مع باقي الدول العربية على صعيد كل هذه المشكلات، «فوضعنا أضرب شي بالنسبة لتدخين السيكارة والأركيلة»، فقد بلغت النسبة 46%، كما قالت الاختصاصية في التربية الصحية ريما عفيفي التي عرضت الدراسة خلال الجلسة. من جهته، شرح وديع معلوف من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة واقع تعاطي المخدرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عامة، وفي لبنان تحديداً، فأشار إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في لبنان مقابل انخفاض في الفئة العمرية، حيث إن النسبة الأكبر التي تتعاطى المخدرات هي في صفوف الطلاب الجامعيين والثانويين. وتشير الدراسات الإحصائية بين عامي 2003 و 2006 إلى أنّ الكوكايين يحتل المرتبة الأولى من بين المخدرات.
وكانت الندوة استهدفت بشكل أساسي أصحاب القرار في القطاع التعليمي الرسمي والخاص، أي مديري المدارس والجمعيات الناشطة بهدف زيادة الوعي بشأن أهمية الوقاية من المخدرات، وتحفيزهم لإدراج البرامج المتعلقة بها ضمن أنشطة مؤسساتهم. وشارك في اللقاء خبراء واختصاصيون من لبنان وفرنسا وسويسرا والمملكة المتحدة، لعرض دراسات بشأن السلوكيات الخطرة لدى الشباب. وسعى المحاضرون إلى تسليط الضوء على العلاقة بين التربية في المدرسة والوقاية من المخدرات، وعرضت بعض المقاربات الوقائية التي يمكن تنفيذها في المدارس.
وتختتم الندوة التي تنظمها مؤسسة مينتور العربية وتجمّع أم النور، برعاية وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية، اليوم في فندق هوليداي إن فردان.