فداء عيتانييكاد رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين، الشيخ حسان عبدالله يضحك وهو يقول «إن الضغط الذي تمارسه المرجعيات السياسية والدينية على بعض العلماء يخلق حالة من الالتفاف الشعبي حولهم»، مضيفاً أن الشيخ مصطفى ملص حين نُحّي كان عائداً إلى منزله بهدوء، واحتشد حوله عدد من أبناء القرية، وأصبح اليوم يمثِّل وضعاً خاصاً في منطقته.
يعود عبد الله إلى أساس إنشاء تجّمع العلماء الذي دائماً «كان مشروعه فكرة الوحدة بين العلماء السّنة والشيعة، ولا طموحات لدينا في المناصب الرسمية أو السياسية، لا نيابة ولا وزارات». ويضيف أن أحد أبرز تجليات هذا العمل كان يوم اقترح التجمع على المفتي حسن خالد إقامة صلاة عيد مشتركة، فكانت صلاة عيد الفطر المشتركة سنة وشيعة بُعَيد الاحتلال الإسرائيلي عام 1983.
الأمر نفسه يتطرق إليه عدد من أعضاء الهيئة الإدارية من العلماء السنة الذين يقولون إن المفتي خالد لم يكن ليوقف عن العمل أيّاً من العلماء لمجرد مخالفتهم رأيه السياسي. إلا أن المرجعية العليا للطائفة حالياً تتعامل بصفتها السياسية وبأسلوب خاص وفريد.
في الأعوام الماضية، وقبل حالة التشنّج السياسية الراهنة، كان عدد أعضاء التجمع 42، نصفهم من الشيعة ونصفهم الآخر من السنة، وفي الأعوام الأخيرة، وبعد الحملة التي يتعرض لها التجمع، والحملات التي يتعرض لها العلماء لتغيير مواقفهم السياسية بما يلائم تيار المستقبل، أصبح عدد المنتسبين إلى التجمع، بعد خطة التطوير الجديدة، 118 عضواً، وهو الرقم الذي ينوي التجمع رفعه إلى 250 خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما يقول عبد الله، الذي يضيف أن الأمر مرهون بفتح مراكز للتجمع في المناطق وإيجاد خريطة مهام تسمح باستيعاب الأعداد الجديدة من العلماء.
ويوضح عبد الله أن التجمع لطالما كان عبارة عن مجموعة صغيرة من العلماء الداعين إلى الوحدة، وأن العمل يجري من خلال نشر هذه الفكرة عبر الاتصالات بالعلماء والسياسيين المعنيين، وأنه اليوم أصبح يمتلك أكثر بكثير من ذلك.
والذي يخفيه عبد الله يكشفه بعض العلماء، عن أن للتجمع بين العلماء السنة العديد من الاتصالات، التي تؤكد لهم أن المزاج والموقف العام بين المسلمين متشابه، وأن العداء للأميركيين والإسرائيليين على حاله، لا بل في ارتفاع، وأن هناك من ينقل للتجمع، من داخل منزل المرجعية الإسلامية، التقدير والتأييد، رغم المواقف العلنية والمعلنة لهذه المرجعية.
وفي إطار الصراع السياسي الذي يجد التجمع نفسه مقحماً فيه، يُشَهَّر بالتجمع على أساس أنه «تابع لحزب الله»، وهو الأمر الذي يمكن من يعرف بواطن الأمور التحقق من ضلاله. فحين انتهت حرب تموز، كان حزب الله قد فقد مراكزه في الضاحية الجنوبية، وطلب بعض المسؤولين في الحزب من التجمع تسهيل عملهم عبر مقر التجمع في الضاحية، ووافقت الهيئة الإدارية، وبعد أيام أتى من يسأل: «لماذا تعرضنا لتقريع من السيد حسن نصر الله إن كنتم أنتم موافقين على مساعدتنا؟». إلا أن هناك من لا يقتنع بأن التجمع مستقل، أو على الأقل من لا يرغب بإعلان ذلك.