جوان فرشخ بجاليأما في شيكاغو، فيفتتح معهد الدراسات الشرقية في جامعتها معرضاً لصور المتحف بعد نهبه، وللمواقع الأثرية التي تتعرض حتى اليوم للسرقة والتدمير. كما يُظهر قطعاً أثرية مسروقة ومهرّبة عثرت عليها السلطات في كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول مثل الأردن وإيطاليا. والمعرض أطلق عليه عنوان: «كارثة! السرقة والتدمير لتاريخ العراق» Catastrophe! The looting and destruction of Iraq's past
ويترافق افتتاح المعرض مع نشر كتاب يحمل العنوان نفسه، هو بمثابة «شاهد حيّ» على ما حدث ويحدث كل يوم في بلاد الرافدين، بلاد أولى الحضارات في العالم. كما أن المعهد ينظّم منتدى وطاولة نقاش تجمع أبرز خبراء الآثار في العالم، ومن بينهم عراقيون. وتلك هي المرة الأولى التي يدلي فيها مسؤول الآثار في محافظة ذي قار، عبد الأمير حمداني، «بشهادته» حول ما يحدث في تلك المحافظة التي تتعرض منذ خمس سنوات لعملية نهب واسعة لم تعرف الحضارة السومرية مثيلاً لها.
تجدر الإشارة إلى أن «حركة التضامن» هذه هي الوحيدة من نوعها في العالم على هذا المستوى. فجمعية SAFE نظمت أمسيات إضاءة شموع في بعض الجامعات الأميركية، وينظّم قسم الآثار في المركز الفرنسي لدراسات الشرق الأوسط اجتماعاً موسّعاً للعلماء الفرنسيين المختصين بشؤون العراق. أما في لبنان، وعلى الصعيد الرسمي، فقد بدأت المراسلات بين المديرية العامة للآثار وهيئة التراث والمتاحف في العراق لكي تسترجع الأخيرة رأس الملك سنوطرق الرابع المسروق من المتحف العراقي، الذي كانت السلطات الأمنية قد عثرت عليه في السنة الماضية في بيت أحد مهندسي الديكور في بيروت...
تجارة الآثار هي السبب الأول لتدمير حضارات بلاد الرافدين، والسعر الحقيقي لكل قطعة معروضة في المنازل هو تدمير مدينة عمرها آلاف السنين، وخسارة البشرية جزءاً من تاريخها.