باريس ـ نضال حمادةعلمت «الأخبار» من مصادر فرنسية أن قضية اختفاء محمد زهير الصديق من فرنسا بدأت تتفاعل على أكثر من صعيد داخل مراكز القرار في فرنسا، وأضافت تلك المصادر أن الأجهزة الأمنية الفرنسية تتقاذف التهم حول المسؤولية في السماح للصدّيق أو لمن أخذه بالخروج من الأراضي الفرنسية دون منعهم أو حتى إزعاجهم. وأضافت المصادر نقلاً عن سكان الحي الذي عرف بوجود سكنه الدائم فيه والذي يقع في ضاحية شاتو الباريسية الراقية، أن أولاد زهير الصديق لم يكونوا متابعين للدراسة في المدرسة الرسمية القريبة من الحي والمخصصة لسكان المنطقة، ما يدل على وجود عنوان آخر للرجل خصوصاً أن عائلة االصديق كانت تغيب لفترات وتعود الى المنطقة، وأوضحت المصادر أن الصديق كان يمر بحالات تذمر كبيرة ناتجة عن ضيق في أوضاعه المالية ما جعله يغيّر من عادته في أخذ أولاده أيام العطل إلى مدينة ملاه خاصة بالأطفال قريبة من المنطقة.
وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قد أوردت في عددها الصادر أمس، عن مصادر في الأجهزة الأمنية الفرنسية قولها إن من أخذ الصديق أناس مقربون من آل الحريري خشية انكشاف أمر الأكاذيب التي قدمها الرجل للمحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري، وقالت الصحيفة نقلاً عن نفس المصادر الأمنية الفرنسية إن الصدّيق فقد كل صدقية أمام الأمن الفرنسي بعدما قال أثناء التحقيق معه لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية إنهم أعطوه مبالغ مالية من أجل أن يقول ما قاله أمام لجنة التحقيق الدولية. وخلص الصحافي جورج مالبرونو معد التقرير إلى أن الصدّيق أخرج من فرنسا إلى السعودية عبر آل الحريري.
في السياق نفسه قال النائب الاشتراكي جيرار بابت إنه تقدم بسؤال للحكومة عن ظروف اختفاء الصديق المثيرة للريبة من الأراضي الفرنسية، وقال النائب بابت في اتصال أجرته معه «الأخبار»، إنه توجه بسؤال لوزيرة الداخلية الفرنسية ميشال إليو ماري عن الموضوع مضيفاً أنه التقى الوزيرة قبل سفر الأخيرة في جولة خارجية وطرح عليها الموضوع، وفوجئ بردها، حيث قالت له إنه لا علم لها بالقضية وإن الأمر ليس من اختصاصها، ولكن من اختصاص وزير العدل، وإن عليه توجيه السؤال لوزير العدل، إذا أراد استجواب الحكومة في هذا الموضوع. يذكر أن النائب جيرار بابت عضو كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب الفرنسي، ويشغل منصب رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في المجلس المذكور.
يُذكَر أن الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، باسكال أندرياني، كانت قد ذكرت للصحافيين خلال الأسبوع الماضي أن الصدّيق «غادر منزله في فرنسا يوم 13 آذار الماضي». وكان أشقاؤه الموجودون في سوريا قد تقدّموا من السفارة الفرنسية في دمشق بطلب للكشف عن مصير شقيقهم، وقد اتهم أحدهم السلطات الفرنسية بتسهيل إخفاء شقيقه، مدعياً أن جهات لبنانية شاركت في إخفاء شقيقه. وقد نفت السلطات الفرنسية «نفياً قاطعاً» الاتهامات التي وجّهها إليها شقيق الصدّيق بأنها سهّلت اختفاء شقيقه أو قامت بـ«تصفيته».