فداء عيتاني«بدل أن نلغي الطائفية السياسية، ونتخلص من هذا المرض المزمن الذي دمر لبنان، يظهر عدد من القادة المسيحيين في المعارضة، وكأن سلاحهم الوحيد لتحقيق أهدافهم الشخصية هو التحريض الطائفي والمزايدات الطائفية. وهذا دليل التخلف والضعف والإفلاس الحضاري والوطني والأخلاقي والسياسي وهزال الشخصية». قد يصعب التصديق لمن هذا الكلام، وفي ظروف أخرى أمكن الاعتقاد أن القائل هو الأمين العام لحزب يساري علماني متطرف، وقال ذلك حوالى عام 1974 قبيل الحرب الأهلية، وأن هذا اليساري العلماني يحرض على المارونية السياسية، قبل أن ينتقل الصراع إلى وجهه العسكري في محاولة ممن يدلي بخطابات كهذه للقيام بثورة وطنية ديموقراطية أورثتنا أعواماً من الحرب المذهبية.
ولكن ما يثلج الصدر هو أن القائل لا أحد، غير الشيخ محمد علي الجوزو، وهو الشهير بمواقفه الصلبة من الطوائف الأخرى، ولا يعدو كلامه هذا كونه فلتة شوط، أو محطة مؤقتة، ولكنها حتماً ليست نقطة تحول في خطابه الذي لطالما أرعب الجمهور واثار نعراته المذهبية.