سارة أنطونوبينما لا يزال الفنجان السعودي في يدك، تتخطى الواقع السياسي ليكون الفاصل بين الجناح السوري والجناح السعودي خطوتين فقط. شاشة كبيرة تعرض باب الحارة، و«قعدة» تستوقفك في جوّ عابق بالتراث السوري. أما تشكيلة الحلويات فهي: البرازق، غزل البنات وحلاوة الجبن، وتمثّل، كما أوضحت ألما نور اللّه، رئيسة النادي السوري، تراث كلّ من الشام، اللاذقية وحلب : «وألف صحتين». الدعاء نفسه تجده في الجناح المقابل، أما اللغة فأرمنية: «أنوش»، وهنا يقدّم النادي الأرمني لمحة من التراث من خلال الموسيقى والمأكولات التي حضّرها الطلاب بأنفسهم.
صوت رمي الزهر ليس بوهم. نعم، فجوار الجناح الأرمني لبناني أصيل، وهنا تمتّع طلاب الجامعة بلقمة الصاج وأنغام العتابا و «دقّ» طاولة الزّهر التي حضّرها نادي الأونسكو في الجامعة، إلى جانب عرض لبعض مظاهر التراث اللبناني كالفخاريات، المهباج، المصدّ، الجرن... وغيرها من القطع التي حمّلت تلك الزاوية من الحرم عشرات السنوات في تاريخ لبنان. أما واقع الجناح الجزائري فيؤكد أن لا شيء يأتي بالعدد فقط، إذ استطاع عدد لا يتجاوز الأربعة طلاب أن يقدّموا زاوية جزائرية جذبت المارّة برائحة «الكوسكوس» وبهاء البرنوس الذي وضعته طالبة جزائرية. أما الرائحة المنافسة فهي تلك التي تنهال من الجناح المقابل، حيث تتذوق الكبسة والبرياني أمام عرض من الصور الكويتية الملكية، وابتسامة تطلّ من خلف «الدراعة» (الزي الكويتي التقليدي).
من جهته، حمل الجناح الفلسطيني المرّ والحلو لزوّاره، حيث تتذوّق الفلافل لتتذكّر «عكا أمّ الفلافل»، وتتحلّى بالـمقروطة أمام ألم حنظلة والصور غير الملوّنة لواقع الشعب الفلسطيني. ولم ينس الطلاب الفلسطينيون مفتاح العودة إلى وطنهم.
أما منسقة التوجيه ريمان جرداق فأكدت أن اليوم التراثي يسهم في إرساء الدعائم الإيجابية للتنوع في لبنان، ويتخطى ذلك ليكون فسحة يعبّر من خلالها الطلاب الأجانب عن تراثهم أمام زملائهم، ليكونوا أهل البيت في حرم الجامعة.
وفيما جسّد الطلاب على أرض الجامعة أجمل آثار الدبكة اللبنانية، الفلسطينية والـ«شورشبار» الأرمنية، اختتم اليوم التراثي بعروض الرقص اللاتيني، والهيب هوب التي قدّمها أعضاء النشاطات اللاصفيّة المستمرة على مدار السنة الجامعية.