يسكن فرنسوا ف. مع عائلته في العقار الذي يملكه نهرا ي. ويقطن في جزء منه أيضاً في الضبية. فرنسوا غرس شجرة في الفناء، صارت مع نموها تسبب إزعاجاً للمالك، إثر تسريبها لمياه الأمطار عبر التفسّخات التي نجمت بفعل تمدد جذورها، فضلاًً عن تساقط الأوراق منها تساقطاً ينجم عنه أحياناً انسداد المجاري. الخلاف بين «الجارين» أخذ مع الوقت منحى التعنت، إذ رفض كل منهما التنازل للآخر، وبالنتيجة قام المالك برفع شكوى إلى بلدية المنطقة التي وعدت بقطع الشجرة، إلا أنها لم تفِ. خلاف إثر خلاف، اقتنع نهرا بضرورة إزالة الشجرة، فاشترى عبوة من «الأسيد» وعزم على إحراق الشجرة وانتظر حتى منتصف الليل لينفّذ الأمر بعد أن يتأكد من أن «خصومه» نائمون. لكن، في الموعد المحدد، وبعد إطفاء الإنارة في منزل فرنسوا ليلاً، لم يكن نهرا يعلم أن نجلَي جاره روي وبشير يلعبان الورق في منزل أحد الأصدقاء وشاهداه يترجل من السيارة حاملاً عبوة، ما فلحقا به. وصل نهرا إلى الشجرة وانحنى «مقرفصاً» ليسكب الأسيد على جذع الشجرة، فهجم الشقيقان برفقة اثنين من أصحابهما على المالك وانهالوا عليه ضرباً ودفعاً وسباً وشتماً على نحوٍ استفزه وجعله لا يتردد في الرد ّ عليهما بإلقاء زخّات ٍٍ من محتوى تلك العبوة باتجاههما، ما أدى إلى اصابتهما بحروقٍ مؤلمة، الأمر الذي زاد الاشتباك حدة. كما سقطت على حامل العبوة كمية من الأسيد طالت مختلف أنحاء جسده.وتبيّن أن نهرا تكبّد مبلغاً يزيد على مليون ومئتي ألف ليرة لبنانية نفقات علاج، وهو يعاني تشوّهات تحتاج إلى علاج تجميلي تصل كلفته إلى 6500 دولار أميركي، علماً بأن نسبة النجاح لن تتعدى إزالة 40% من آثار التشوهات.
أما بشير ابن فرنسوا (1982) فأصيب بحروق غطت نحو 20% من مجمل مساحة الجسم، وهو بحاجة إلى جراحة تجميلية تزيد كلفتها على 5 آلاف دولار أميركي، ولن تزيل سوى 40% من التشوّه اللاحق بجسمه. أما بالنسبة إلى شقيقه روي (1981) فأصيب بحروق غطت نحو 10% من مجمل مساحة جسمه، وتحتاج الجراحة التجميلية إلى نحو 12 ألف دولار لإزالة نحو 40% من آثار الإصابة. وقد تقدّم كل من نهرا وفرنسوا وولديه بشير وروي بدعاوى على بعضهم، وطالب نهرا بتعويض قدره 30 مليون ليرة مقابل 500 ألف دولار تعويضاً طالب بها وكيل فرنسوا وابنيه. وأخذ القاضي المنفرد الجزائي في المتن محمد وسام المرتضى بعدة اعتبارات، منها مهاجمة الشابين للمالك، بالإضافة إلى «الانفعال الشديد الذي كان الأخير تحت وطأته لدى تعرضه للاعتداء»، ولكونه تعرض بدوره لحروق شديدة. وقرر حبس نهرا ثلاثة أشهر وأوقف تنفيذ العقوبة نظراً لسن نهرا (مواليد 1937). كما ألزمه دفع تعويض قدره 20 مليون ليرة لبشير وروي يقسم بينهما بنسبة الثلث لبشير والثلثين لروي بحسب حجم الأذى الذي تعرض له كل منهما.
(الأخبار)