فداء عيتانييستخفّ مسؤولون أمنيون بعقول المواطنين، يستسهلون إلقاء المسؤوليات حيث لا وجود لمن يحملها جدّياً، ويحذون حذو سياسيين عتاة، اعتادوا سياسة الناس وفق مبدأ أن الفن هو في قيادة الجمهور كما يقود السائس الخيل، وما دام العديد من الأمنيين يطمحون إلى مناصب سياسية، ويمنّون النفس بالجلوس على مقاعد البرلمان حيث ستوصلهم محادل شمالية، أكثرية بامتياز، فإنهم يقدّمون منذ اللحظة سلفة على الحساب، فيؤكدون أن المخيم الجديد في نهر البارد قد أعيد إليه سكانه بعد إنجاز أعمال الترميم. أيّ ترميم يقصده المسؤول المعني؟ وأيّ عودة؟ لن نعلم، وخاصة أن الصحافة ما زالت ممنوعة من دخول المخيم قديمه وجديده.
طبعاً يوافق الأمني مسؤوليه السياسيين في ما يذهبون إليه من مواقف وآراء سديدة، لا تراعي أقل أصول المنطق، ولا تتعامل بجدية مع القرارات والأحكام القضائية، وطبعاً لا يعبأ المسؤول الأمني بمن يحتجزهم هو في السجون التابعة له من أشخاص أدلوا باعترافات، لو أذيعت لبدّلت وجه البلاد. ربما كان الأجدى أن يهتم المسؤولون بضبط إشارات السير في المناطق بدل اتخاذ المواقف صغيرها وكبيرها.