نادر فوزتبلور الصراع بين الموالاة والمعارضة في انتخابات نقابة المهندسين التي جنت قوى 14 آذار ثمارها، مؤكدة انتصارها على جبهة النقابات، لتكرّس لعبة الأرقام والتمثيل الشعبي.
الموقف البارز كان لرئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي قلّل من أهمية نتائج الانتخابات، مشيراً إلى أنه «لا قيمة للانتصار الرقمي في نقابة المهندسين ما دام جاء نتيجة سياسات العزل التي مورست بحق أحد المرشحين، فولّدت نهج الانعزال الجديد». ويرى جنبلاط أن غياب أي فائز شيعي في الانتخابات «يتناقض مع المسار العام الذي رسمته 14 آذار والقائم على الانفتاح على كل الطوائف والاتجاهات».
من جهته يصرّ فريق المعارضة على حصر الاستحقاق الأخير في النقابة، رافضاً اعتباره استفتاءً للقوى، فـ«هذه الانتخابات تحصل على صعيد فئة صغيرة»، بحسب أحد مسؤولي المعارضة، والتمثيل المسيحي فيها يدلّ على أنّ 58 في المئة من المهندسين المسيحيين انتخبوا لائحة المعارضة، «ما يؤكد أن معدّل الدعم المسيحي للمشروع المعارض لم يتغيّر». وعن التمثيل الشيعي للمعارضة، يقول المسؤول إنّ حزب الله وحركة أمل لم يدّعيا يوماً أنهما يمثّلان كل أبناء الطائفة الشيعية، «لكن أكثرية المهندسين الشيعة انتخبت المعارضة»، قائلاً إنّ العملية الانتخابية «لم تشهد ضوابط مالية».
أما عن موقف جنبلاط، فيؤكد المسوؤل المعارض أنّ الكتلة الدرزية في النقابة تملك الكفّة الراجحة (820 مهندساً)، فـ«كان أن أدى هذا إلى استيعاب للحلفاء الشيعة، وعلى رأسهم اليسار الديموقراطي في النقابة». ويرى المسؤول في الموقف الجنبلاطي استمرار «الأخير في محاولاته استقطاب الرئيس بري ما دام الأخير يمتلك التمثيل الأكبر للشيعة في النقابة»، مشيراً إلى أنّ جنبلاط بتجنبّه إعلان فوزه يلفت إلى حصول معركة سنيّة ــ شيعية في النقابة.
ومن الجهة نفسها، يرى عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا أنّ لانتخابات المهندسين خصائص عديدة، منها موقف الحزب الشيوعي وعدم الإقبال الشيعي الكبير على صناديق الاقتراع، فضلاً عن لعبة المال الأساسية وتسييس الموالاة للمعركة النقابية، لذا «لا يمكن إضفاء الطابع العام على هذا الاستحقاق».
وفي المقلب الآخر، يقول عضو كتلة المستقبل، النائب محمد الحجّار، إن نتائج الانتخابات تعكس تغيّر التوجّه العام الحاصل، وخاصةً على صعيد الطائفة المسيحية، «أغلبية المهندسين المسيحيين اقترعوا لـ14 آذار». ويضع الحجّار موقف جنبلاط في إطار الحرص على تمثيل كل طائفة، «وهو ما نعمل له جاهدين»، وثثمة عوامل عديدة تمنع حصول ذلك في نقابة المهندسين أهمها التحالفات السياسية وظروف الترشّح والآلية المعقدة للانتخابات.
من جهة أخرى، يرى أحد مسؤولي قوى المعارضة في قطاع المهندسين أنّ المعارضين يعدّون قراءة موضوعية لتحديد أسباب الخسارة في الانتخابات، إضافةً إلى «معرفة وضع الشارعين المسيحي والشيعي في النقابة». ويؤكد المسؤول دور الحزب الشيوعي في تغيير المعادلة، «مع أننا تلقّينا طمأنات وكنا على تنسيق مع الشيوعي»، متخوّفاً من انقلاب عام في سياسة الشيوعيين.
أما مسؤول قطاع المهندسين في الشيوعي، فخر دكروب، فيؤكد أنّ الحزب خاض الانتخابات منفرداً رافضاً «الخضوع لإملاءات المعارضة التي أرادت تحديد طائفة المرشّح الشيوعي»، فـ«دفعونا إلى اتّخاذ هذا الموقف لتخطّي فوقيّتهم وأنانيّتهم». ويؤكد فخر أنه ليس لهذا القرار النقابي أي بعد سياسي عام، مشدداً على خطّ الشيوعي المعارض ومبادئه «الثابتة».