باريس ـ بسّام الطيّارةأفادت معلومات في العاصمة الفرنسية عن تحرك فرنسي جديد على خط الأزمة اللبنانية، من خلال الإعداد لعقد اجتماع وزاري في الكويت دعماً لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك بعد تجميد باريس تحركها، مختبئة طويلاً وراء المبادرة العربية.
ورأى بعض المراقبين «النرفزة» التي بانت على وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في الأسبوع الماضي، تعبيراً عن الحرج لغياب إمكان الحركة وغياب «الفرصة للحديث عن لبنان»، وهو الذي يقول بعضهم إنه يعشق الظهور الإعلامي الرنّان. فكان ما كان من توجيه اتهامات للمعارضة ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي، أمضى مسؤولو الدبلوماسية الفرنسية ثلاثة أيام لإصلاح «آثارها المدمّرة على علاقات الوزير بأصدقائه اللبنانيين». إلاّ أنّ خروج هذا الكلام من فم كوشنير بالذات يطرح تساؤلاً عن حقيقة أهداف السياسة الفرنسية المتّبعة منذ أشهر، عقب بروز عراقيل أمام مبادرة سان كلو وإلباسها لبوساً عربياً. الإجابة عن هذا السؤال صعبة، وخصوصاً أن صحيفة «ماريان» نسبت في عددها الأخير إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، نقلاً عن سكرتيرة الدولة التابعة لوزارته، راما ياد، قوله «إن كوشنير لطيف ولكنّه يتحدث أوّلاً ثم يفكّر». وتابعت ياد: «عندما يذهب إلى منطقة ما في العالم، يجب المرور وراءه لإصلاح ما أعطبه».
ويضع دبلوماسي عربي في هذا السياق الحديث عن بدء كوشنير الإعداد لعقد اجتماع وزاري لدعم الحكومة اللبنانية، على هامش مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق. وقد سألت «الأخبار» الناطقة الرسمية في وزارة الخارجية، باسكال أندرياني، عن هذا الخبر، فلم تؤكده واكتفت، بعد التذكير «بكل ما قام به» كوشنير من أجل لبنان، بالقول إن باريس «ما زالت حاضرة للعمل مع شركائها لإيجاد حل يتماشى مع مبادئ مبادرة الجامعة العربية»، مشددة على أن فرنسا «تفكّر بالطريقة المثلى لجعل هذا التشاور عملياً إلى أقصى درجة ممكنة».
وتقول مصادر متابعة للملف اللبناني «إنه إذا صح خبر اللقاء التشاوري، فهذا يعني بشكل أساسي رغبة في تجاوز المبادرة العربية ومقررات مؤتمر دمشق الأخيرة». ويوافق الدبلوماسي العربي على هذا التحليل، لافتاً إلى أن «الوقوف وراء المبادرة العربية هو استراتيجيا اليوم» بالنسبة إلى الدبلوماسية الفرنسية، لأن «الإليزيه في موقع ويت أند سي» (انتظر لترى)، والانتظار هو لما يحصل على صعيد الانتخابات الأميركية. ويضيف أنه إذا كان الاختلاف بين المعلومات الصادرة من الإليزيه وتلك المسرّبة من الخارجية، يثبت شيئاً، فهو أن القرار في الإليزيه والكلام في الكي
دورسيه.