نيويورك ـ نزار عبودعطلت الصين أمس في مجلس الأمن الدولي إصدار بيان رئاسي يتعلق بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن تطبيق القرار 1701. وطالبت الصين بتحويل البيان المختصر الذي تقلص إلى أقل من نصف البيان الأساسي، إلى بيان صحافي، كما أصرّ المندوب الصيني على حذف الإشارة إلى البيان الرئاسي الصادر في 3 آب 2007 الذي يتضمن كل العناصر التي حذفت من البيان الجديد، كما طالبت بإلغاء الفقرة المتعلقة بقوات الطوارئ في الجنوب.
وترى الصين أن الإشارة إلى بيان آب 2007، يمثل تكراراً للالتزام بفقراته. كما ترى أنه غير ضروري، ولا سيما أنّ تقرير الأمين العام استند إلى معلومات إسرائيلية وبنى عليها. وظهر أن لدى الصين تحفّظاً عن الفقرة المتعلّقة بدعم قوات «اليونيفيل» وأسلوب عملها على حدود لبنان وفلسطين المحتلّة. ويفسّر مراقب في الأمم المتحدة الموقف الصيني المتميز بأنه «تحول رئيسي، ربما رداً على تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المنتقدة للوضع الداخلي في التيبت».
أما الدول المعارضة في مجلس الأمن (ليبيا، جنوب أفريقيا، إندونيسيا وفييتنام)، فتتلطى حالياً بالموقف الصيني، وتنتظر نهاية المفاوضات بين فرنسا والصين قبل أن تتخذ موقفاً نهائياً.
ومن المقرر أن تعقد الفكرة جلسة تشاور بين البلدين، اليوم الثلاثاء، قبل إصدار بيان صحافي، أو قد يصير التخلي عن الفكرة كليّاً بعدما استغرقت العملية أكثر من شهر دون نتيجة.
وفي الصيغة الجديدة التي وزّع فيها مساء الجمعة الماضي، بات البيان أقلّ حجماً من نصف البيان الأول. وقبلت فرنسا بحذف أربع فقرات منه كانت تنتقد تسلح المقاومة والانتهاكات الإسرائيلية وتقديم الدعم للحكومة اللبنانية.
وأكّدت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن أن فرنسا لجأت للخداع في تغيير مواقف الدول المعارضة، إذ اتصل الدبلوماسيون الفرنسيون بكل مندوب على حدة وأقنعوه، بمن في ذلك مندوبا روسيا والصين، بأن الدول الأخرى الأربع عشرة موافقة على البيان. وبذلك نالت تأييد الجميع باستثناء الصين. وعندما علمت الدول الأخرى بالخديعة أبدت استياءها، ومن المتوقع أن توجه انتقاداً لفرنسا في اجتماع
اليوم.