ليال حدادجلس المحاضرون على المنصّة الرئسية وبدأت المحاضرة. أوضح زوين أهمية أن يعرف الشخص مراحل الحرب بشكل علمي، وإلا فلا يدخل الحرب». وانطلاقاً من هذه المقولة شرح زوين مراحل تاريخ لبنان «علمياً»، سارداً المحطات الأساسية، من تأميم قناة السويس، وصولاً إلى بوسطة عين الرمانة، مروراً باتفاق القاهرة. وقال: «كان على المسيحيين مقاتلة ذلك الفلسطيني الغريب الذي أراد احتلال أرضهم واغتصاب نسائهم». وأبى زوين إلا أن يؤكّد للطلاب أنّه سيحمل اليوم البارودة في وجه أي غاصب أو محتلّ. وقبل انتهاء حديثه، ولتطابق كلامه مع عنوان المحاضرة، ختم زوين قائلاً «إياكم والحرب الأهلية، فالغريب يموّل الحرب ويحوّلكم إلى مرتزقة مجّاناً».
من جهته، تحدث الأعرج عن معارك نمور الأحرار ضدّ الفسطينيين، وتلك البؤرة «الإرهابية» المسمّاة مخيّم تل الزعتر. ولم ينسَ الأعرج أن يحيّي «مقاومة» حركة أمل في الجنوب، إذ إنها تصدّت لمحاولات الاحتلال الفلسطينية، «فكانت حرب المخيمات».
أما الأشقر فرفض العودة إلى أيام الحرب «المعركة مش لعبة أو تسلية شوفوا المعوّقين والمفقودين». واستفاض الأشقر في الحديث عما يعرف بحرب المئة يوم ضدّ السوري «الذي للمرة الوحيدة في تاريخه انسحب بقوة السلاح لا بقرار دولي».
وتوقف إدة عند تفاصيل معارك زحلة «صاروا السوريين والفسطينيين عم بِدقوا بجماعتنا، والمسيحي ما في يعيش بلا كرامة وعنفوان». إلا أنه عاد وأكد «نحنا مش جماعة حرب، ظروف الـ75 غير الظروف الحالية وما في داعي للحرب اليوم».
انتهت المحاضرة، وحان وقت أسئلة الطلاب. من ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا؟ هل هو إيلي حبيقة؟ يسأل أحد الطلاب، يمسك الأشقر الميكروفون، ويتحدّث لخمس دقائق عن مجازر الدامور وبيت ملات ودير عشاش، وعن 17000 مفقود. ينتهي الجواب، ومن نفّذ مجزرة صبرا وشاتيلا يبقى مجهولاً. سؤال آخر: لماذا غيّرت القوات اللبنانية سياستها بعد عام 1985؟ هنا كان جواب الأعرج هو الأقوى، فاتّهم سمير جعجع بتغيير خط القوات اللبنانية، مؤكّداً أن هؤلاء الذين يتحدّثون اليوم باسم القوات لا يمثلون القواتيين الحقيقيين «فليسموا أنفسهم قوات بشرّي أو أي اسم آخر، ولكن ليس القوات اللبنانية». يعلو التصفيق الحار في القاعة والصفير والعبارات المرحّبة. ومما قاله الأشقر رداً على أحد الأسئلة «بالأمس سمعت على التلفزيون مقاتلين سابقين يعتذرون ويندمون على ما اقترفوه أيام الحرب، نحن لسنا نادمين، نحن نفتخر بما فعلناه ضد الغريب».
وبينما كانت المحاضرة على وشك الانتهاء، كان تيار المقاومة في الخارج ينظم معرض صور ويوزّع بيانات في ذكرى مجزرة قانا «قانا الحياة، قانا الاستشهاد، قانا المجزرة والأطفال. أطفال كانوا يأملون طلوع الشمس ويعيشون الحياة».