كثيراً ما اعتمدت شهرة أبطال ألعاب الكمبيوتر على قدرة مبدعها التسويقية. أدى هذا الوضع إلى مصادرة أبطال الثقافتين الأميركية والغربية لمخيلة أطفالنا، إلا أن البديل بدأ يظهر اليوم في السوق. فقد طرح في الأسواق العربية العديد من الألعاب الإلكترونية الحربية التي صمّمتها «وحدة الإنترنت» التابعة لـ«حزب الله» وعدد من الشركات الأردنية والسورية واللبنانية. آثارت هذه الألعاب جدلاً واسعاً من جانب الصحافة لجهة اتهامها بأنها «تحضّ على نشر ثقافة العنف للأطفال العرب» فيما يرى مطلقو هذه الألعاب أنها «بديلة» من الألعاب الأميركية والغربية عموماً ويردّون الاتهام إلى خلفيات سياسية. تؤرخ هذه الألعاب لعدد من العمليات العسكرية التي تخوضها المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ضمن المواصفات نفسها التي تقدم بها الألعاب الغربية لجهة الصورة الثلاثية الأبعاد ونوعية الرسوم ذات الجودة العالية، إضافة إلى المؤثرات البصرية والصوتية. وتعتمد هذه الألعاب، بغالبيتها، تقنية برامج الكمبيوتر الألمانية (Game Engine) التي تعدّ الأولى عالمياً لجهة الجودة والقدرة على النفاذ بسهولة.
«البديل» إذاً ليس تقنياً بقدر ما هو بديل ثقافي، إذ استبدل مشهد جندي «المارينز» الذي يطلق النار على «المخربين» في ضواحي بغداد أو «بيروت الغربية» بمقاوم في لعبة «القوات الخاصة 2» مهمته رصد شاحنتين عسكريتين إسرائيليتين في قرية عيتا الشعب الجنوبية وتدمير واحدة على الأقل ثم عبور البوابة الحدودية وتنفيذ عملية أسر لجنود إسرائيليين.