كفرشوبا ـ عساف أبو رحالاقتطاع مرتفعات كفرشوبا وضمها إلى مزارع شبعا، وإقامة المراكز العسكرية فيها، ليست المأساة الوحيدة لأهالي هذه البلدة التي يفصلها عن فلسطين شريط شائك.
ويُعدّ الشريط الذي أقامه الاحتلال في الثمانينيات، نقطة فصل غير معترف بها من الأهالي، الذين أتاح التحرير لهم الوصول إلى «بوابة حسن» على مقربة من بركة البلدة، المنهل الأساس للمواشي.
بعد ترسيم الخط الأزرق وتسجيل التحفظات اللبنانية عليه في هذه المنطقة، برز ترسيم آخر نفذه مراقبو الهدنة، اقتطعت بموجبه مساحات إضافية، حرمت أصحاب الأراضي من الوصول إلى ممتلكاتهم، لتبقى المنطقة تمثّل مساحات عازلة بين الأراضي المحتلة والموقع الدولي هناك، الذي أقام شريطاً شائكاً منع بموجبه الوصول إلى البركة.
وأوضح رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري، أنه قبل عام 2000 وبعده، بقيت الزراعات الموسمية قائمة في محيط بركة البلدة. وأضاف: «بعد التحرير وأسر ثلاثة جنود إسرائيليين قرب بركة النقار، أعيد ترسيم خط جديد واقتطاع مساحات جديدة من الأراضي، بموجب علامات وضعها فريق مراقبي الهدنة، من موقع رويسات العلم شمالاً حتى أطراف المجيدية جنوباً، بطول نحو 16 كيلومتراً وعمق يراوح بين 400 متر و2000 متر، هذه المساحة تمثّل قوساً يمر بموقعي السماقة ورمثا، وهذا الأمر لاقى احتجاجاً لدى أهالي البلدة الذين راجعوا قيادة «اليونيفيل» بخصوص العلامات الزرقاء، فكان الرد بأنها تمثّل الخط الأزرق ويمنع تجاوزها.
ويرى القادري أن «الشريط الآمن لا يتناسب مع أهالي البلدة الذين حرموا من استثمار أراضيهم، حيث بحوزتهم حجج وصكوك ملكية تعود إلى زمن الاحتلال التركي لبلادنا، ولا يعترفون بما يسمى الخط الأزرق مع منطقة المزارع». وقال: «هذه الأراضي التي تمثّل محيط بركة البلدة باتت منطقة ميتة مهجورة محاصرة بالنيران، والتردد إليها محاط بالحذر الشديد».
أهالي بلدة كفرشوبا مزارعون في غالبيتهم، تحوّلوا إلى أعمال أخرى مختلفة باستثناء القليل منهم، بعد أن أجبرتهم الظروف الأمنية على ذلك، لكنهم ما زالوا متمسكين بأرضهم المحتلة، قبل الشريط وخلفه، ويطالبون باستعادها، هي التي مثّلت مورد رزق أساسياً لهم طوال عقود مضت.