strong>يواصل «الأسبوع الوطني للمطالعة» فاعلياته في المناطق تحت عنوان «بلد يقرأ بلد يعيش، ضوي حياتك بالقراءة»، وتحتضن مكتبة مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي مجموعة من النشاطات التي تطال أطفال المدراس، ذوي الحاجات الخاصة، الأطفال العاملين، والأطفال الأيتام، فيما تشرّع سبعة مراكز ثقافية ومكتبات شمالية أبوابها لاستضافة هذا الأسبوع
النبطية ـ كارولين صباح
طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
بدأ أمس يوم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة باكراً في مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي. عند التاسعة صباحاً، وصل أربعون طفلاً وطفلة إلى المركز، فتحلّقوا حول طاولات مستديرة بين رفوف الكتب والقصص، وشاركوا في حوار دام ساعتين عن الغذاء الصحي. النشاط انطلق مع أغنية تناولت تنظيف الأسنان، ثم رسم الأطفال الفاكهة المفيدة للجسم والمساعدة على النمو، والأخرى المضرة بالصحة، قبل أن تتلو عليهم المشرفة التربوية قصصاً تحاكي قدراتهم عبر القراءة المتأنية وطرح الأسئلة التي تساعد على التركيز.
وكان المركز قد أتاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعاشرة، فرصة المشاركة للمرة الأولى في فاعليات الأسبوع الثقافي في محافظة النبطية، عبر ارتياد مكتبة عامة ومزاولة نشاطات محفّزة، بحضور اختصاصيين اجتماعيين، صحيين، وتربويين. وفي هذا الإطار، توضح المساعدة الاجتماعية سعاد غندور أنّ الجلسة تهدف إلى مساعدة الأطفال ذوي الحاجات الخاصة على الانخراط في المجتمع، واكتساب المعلومات عبر الرسم والتلوين والغناء، مشيرة إلى «أننا خصصنا هذه الحلقة عن التوعية الصحية، وقد لفتنا تجاوب الأطفال الذين سنوزع عليهم في نهاية النشاط معجوناً وفرشاة أسنان».
وتقول: «نتعامل في هذه الجلسة مع الأطفال ذوي الإعاقة المتوسطة والذين يعانون صعوبات كلامية وإعاقة جسدية أو تخلفاً عقلياً بسيطاً، ولم يدخل معنا الصم والبكم لكونهم يحتاجون إلى جلسات خاصة».
من جهتها، تشرح مديرة النشاطات في مركز جابر الثقافي ماريا الصبوري عاصي «أننا نسعى إلى تحفيز المعوقين على المطالعة ضمن إمكاناتهم الذهنية، ودمجهم قدر المستطاع مع الأطفال الأصحاء»، لافتة إلى «أننا قررنا هذا العام دمج أكبر عدد ممكن من فئات الأطفال، لنشر ثقافة المطالعة في المجتمع، واستقطاب الأطفال العاملين، لنشرح لهم أن المجتمع اللبناني قائم على جناحيه المهني والأكاديمي، ولتحفيزهم على العمل بنشاط أكبر في مجالاتهم
المهنية».
وقد خصص اليوم الأول (أول من أمس) للمطالعة باللغة الإنكليزية لأطفال دور الأيتام، من عمر 6 حتى 8 سنوات. ويُعرض اليوم فيلم وثائقي تتخلله مناقشة عن الفنون، فيما يخصص غداً للأطفال العاملين تحت عنوان «حقوق الطفل ونبذ العنف»، واليوم الأخير سيكون للغة الفرنسية.
وفي الشمال، شرّعت سبعة مراكز ثقافية ومكتبات شمالية أبوابها لاستضافة نشاطات الأسبوع، وهي مكتبة المنى الكائنة في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، المكتبة البلدية في الميناء، المكتبة العامة في البترون، مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في أميون ـــ الكورة، مركز عصام فارس الثقافي في سير ـــ الضنّية، ومركزا المطالعة والتنشيط الثقافي في كلّ من حلبا والقبيات في عكّار.
وتشير مديرة مكتبة المنى في مركز الصفدي ريم دادا حسيني إلى أنّ الملتقى الألماني العربي ومعهد غوته يشاركان في الأسبوع، لإضفاء طابع عالمي، لافتة إلى أنّ المكتبة «تضمّ حالياً أكثر من 7 آلاف كتاب في مختلف المجالات، إضافة إلى اشتراكنا في نحو 90 مجلة ومطبوعة دورية عربية وأجنبية متنوعة، وهي متوافرة بشكل دائم في مكتبتنا التي اعتمدنا في فهرستها نظام ديوي العالمي». وتقول الحسيني: «إلى جانب المكتبة العامّة، هناك المكتبة الإلكترونية المفتوحة أمام الجميع مقابل اشتراكات رمزية، عدا عن أنّنا خصّصنا لذوي الاحتياجات الخاصة جانباً مهمّاً من نشاطاتنا».
وتلفت الحسيني إلى أنّ «أبواب المكتبة مفتوحة أمام جميع الراغبين، من مختلف الأعمار، وأنّه خصصت خلال هذا الأسبوع مساحة في المكتبة لكتب الأطفال ما دون الـ14 سنة، حيث ستتاح لهم الفرصة لقراءتها باللغات العربية أو الإنكليزية أو الفرنسية، إلى جانب عرض فيلم «مومو»، وهو رواية من تأليف الكاتب الألماني ميكائيل إنده، وقراءة نصوص مختصرة وميسّرة من هذه الرواية للأطفال، بعضها مرسوم على قماش لمن تقلّ أعمارهم عن ثلاث سنوات، فضلاً عن قراءة قصص أخرى باللغة العربية، بعضها مترجم، للتعرّف إلى مختلف الثقافات العالمية».
وتتحدث الحسيني عن ترتيبات عدّة جرت مع بعض الجامعات والمدارس في طرابلس، من أجل تحديد مواعيد زيارات الطلاب خلال هذا الأسبوع، بهدف تحفيز أكبر عدد ممكن من المواطنين على إعطاء المطالعة وقتاً، وجعلها تحتلّ جانباً أساسياً من حياتهم، لتعويض تراجع نسبة القرّاء نتيجة عوامل وأسباب مختلفة.


مفكرة
تطلق جمعية المكتبات اللبنانية في اليوم الأخير لأسبوع المطالعة مشروع خطة لبنانية لتطوير أدب الأطفال من قصر الأونيسكو. ويشارك في المشروع وزارة الثقافة ومؤسسة آنا ليند الأورو ـ متوسطية وتموّله الوكالة السويدية للتنمية الدولية.