فداء عيتانيتتعقد الأزمة في البلاد وتتنوع المبادرات، والكل يدور في حلقة مفرغة. ندخل في جدل في مَن الأولى وحجم التمثيل واتفاقات مسبقة أو لاحقة، وفجأة يغرق الجميع في الصمت، أو يعودون إلى صيغ سبق أن طرحت ولم تصل بنا إلى مكان.
ولكن لم تطرح المشكلة كما هي مرة واحدة للبحث، فمن الذي يجرؤ على القول إن زمن السلم الأهلي قد ولّى، وإن الوقت هو وقت إعادة صياغة روتينية للنظام، وهي إعادة الصياغة التي كنا نجريها عبر الحروب والنزاعات المسلحة، واليوم يطل شبحها علينا مجدداً؟
النظام بذاته غير قادر على الحياة، وهو ينهار بفضل تجاذب طوائفه التي تكوّنه وتحكم من خلاله، والكلام المعسول عن الودّ والوئام ووأد الفتنة أو المؤامرة، والتحرّر من التبعية والاستزلام للخارج، كل ذلك هو حواشٍ وتفاصيل تصح وتخطئ إلى هذا الحد أو ذاك.
قبل أن نغوص في الفراغ أو الحرب، لا بدّ من إعادة النظر في جذر المشكلة الذي يقودنا كلّ مرة إلى الدوامة نفسها.