حسن فاخوريأرفع الصوت قائلاً: أناس دون مأوى يتزايدون ضمن بقعة واحدة، والمشاعات الدينيّة والحكوميّة والشواكير (فيها حماية للطيور وأماكن للقبور) تملأ المنطقة، وهي بمثابة 70 في المئة أو يزيد، حتى قام بعض الغيارى وذوو الأخلاق النبيلة ببناء مشروع مساكن شعبية لبحّارة صور من الطائفة الكاثوليكية، وقد شيّدوا ما يقرب من 80 وحدة سكنية لإنقاذ «معتّرين» يعيشون ضمن علب السردين، وقد أُلزموا دفع أقساط رمزية بحدود 25 دولار شهرياً حتى يتم الثمن، وقيمته 2300 دولار كامل المبلغ لا غير وحسب القدرة. أما المبالغ المكلفة فكانت مجهودات شخصية، والأرض من الطائفة الكاثوليكية وتبرّعات إسبانية، والفضل فيها للجمعية السكنية «بقاء».
أضرب مثلاً لعلّي أُلفت النظر إلى الطوائف المسلمة المتزايدة ديموغرافياً، حيث يوجد فيها العديد من بيوتات المال، وكأن الله أوكلهم وأوحى إليهم بهذا الرأسمال، مع أن بيت المال للمسلمين ويجب أن يكون واحداً، والجنوب مليء بالمشاعات، وإلا لماذا مشاعات؟ أي للجميع، ولا أحد سيصدّق من أين يأتي بالمال. وحتى لو كان الكلام صحيحاً، فلماذا لا تجتمع البيوتات وتجد الحل؟ علماً بأن العائلة الواحدة في الحارات القديمة تُزوِّج ولدها وتُسكنه معها، وبين الأب والابن شرشف للفصل، مع انحناءة كبيرة لما بُني في الجنوب من مدارس وجامعات ومعاهد وطرق وملاعب، ولو عددت لما انتهيت، ولكن إكمال المعروف بالمسكن خير من الحجّ
وفضيلة.
كما لا أصدق أنهم لا يستطيعون توفير مولّدات كهربائية، وهذا قدرنا أن نكون مع هذه الحكومة دون كهرباء وتحت رحمة المافيات، فنرتاح من الحكومة والمولّدات، فجيوبكم ملآنة ورحم الله الصدر المغيّب بقرار عربي، وإلا لأصبح لبنان والجنوب جنان الله على الأرض.