بيار الخوريلم يخسر الرئيس الفرنسي في الانتخابات البلدية معظم البلديات في فرنسا لمصلحة اليسار بسبب وعوده الواهية فقط، بل بسبب معاملته القاسية للمواطنين، حين نعت أحدهم بـ«الأحمق». كما أدّى تبذيره اللامحدود دوراً في الخسارة. نعيش في لبنان حالة من الساركوزية الفاقعة، مع فارق عميق ومتجذّر في تقاليدنا الاستزلامية وعدم المحاسبة. نرى ونلمس الكبرياء الحادّ الذي يعتمّده المسؤولين تجاهنا، فيهملوننا تحت شعاع الشمس الحادة أو تحت المطر وهم يخاطبوننا تحت السقوف ومن وراء العازل الذي يحميهم. يسافرون ولا يحضرون إلا في المناسبات التجييشية للقول: «نحن هنا ولو كنا خارج المكان والزمان». يهرّبون أولادهم خوفاً من الموت، ويتركوننا في مواجهة شهادة الصدفة. يمارسون كلّ أنواع الإغراءات المادية في ذروة الحاجة الإبقائية حيث الإفرازات الطائفية تتنقّل بين عقول شعبنا كالسرطان. أخيراً، السؤال يطرح نفسه: إلى متى نبقي روحنا سجينة مصلحتهم الخاصة؟