عكار ـ خالد سليمانتستمرّ أزمة مدرسة قرحة الرسمية في عكار، من دون أن تتحرّك وزارة التربية والتعليم العالي لإصلاح البناء المهدّد بالسقوط. وكان أهالي القرية ولجنة المدرسة قد تقدّما بكتاب إلى الوزارة شرحا فيه واقع المدرسة المزري، فكان الجواب أنّ هناك مشروعاً لبناء مجمع تربوي في المنطقة لم يبصر النور لغاية اليوم، على الرغم من تقديم الأهالي مساحة 10 دونمات مجاناً لبناء هذا المجمّع.
ويعاني مبنى المدرسة الذي تجاوز عمره خمسين عاماً تصدعات كبيرة في جدرانه وأعمدته، تهدّد حياة 82 تلميذاً وثلاثة عشر أستاذاً يقصدون المدرسة يومياً من القرى المجاورة، من بينهم أربعة من الأساتذة يأتون من القرى السورية المجاورة. وأوضحت تقارير رسمية أجراها مهندسون في مديرية المباني في وزارة التربية أنّ خطر تهدّم المبنى ممكن في أية لحظة، وهو ما أثار الذعر في وسط أهالي التلاميذ. ولم تنفع عملية الترميم التي جرت في عامي 1974و1994 في إزالة خطر السقوط، وتكفي هزة خفيفة كتلك التي ضربت منطقة الجنوب أخيراً لتحوّل المدرسة إلى ركام، كما قال أحد أبناء القرية.
يتحدّث مدير المدرسة محمد مصطفى بأسى عمّا يحصل في المبنى «الذي يشبه كل شيء إلاّ المدارس، فالمياه تتسرّب في الشتاء إلى داخل الصفوف، ما اضطر الإدارة إلى وضع طبقة إسفلتية لمكافحة النش»، لكنّ كل هذا الترميم لم ينفع، وخصوصاً أنّ المدرسة تفتقر إلى وجود ملعب شتوي يؤوي الطلاب. ويخشى مصطفى من أن تغلق المدرسة أبوابها قريباً قبل أن يبدأ العمل في بناء المجمّع التربوي الذي وعدت به الوزارة.
يعبّر الأهالي من جهتهم، عن قلقهم على سلامة أبنائهم، داعين وزارة التربية إلى تحمّل مسؤولياتها، وخصوصاً أنّ مجلس الإنماء والإعمار أجرى دراسات عدة لتحسين بناء المدرسة، ولكن الأمر بقي مجرد وعد ليس إلاّ.