الرشيدية ــ علي محمدبعد التجاذبات التي أثارها البيان الذي أصدرته المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق)، متهمة جمال د. «بخطف ربيع الحسين واحتجازه بسبب مشكلات عائلية مع شقيق الأخير»، وما تبع ذلك البيان من ردود، زارت «الأخبار»، أمس، ربيع وجمال (أبو علاء) في مقرّ الأخير في مخيم الرشيدية.
ونفى ربيع اختطافه، وكشف عن جسمه لـ«الأخبار» ليبيّن أنه ليست هناك أي آثار للتعذيب. وقال «عندما اختفى شقيقي نادر، انتشرت الشائعات في المخيم، وأشارت إليّ فاعليات المخيم بالذهاب إلى أبو علاء واستيضاح الأمر». وأوضح أنه قال لجمال «أنا جئت لأساعدك، وبإمكانك أن تقتلني»، فأجاب «أنا لست مجرماً وخليك هون أأمنلَك». وأشار إلى أن أبو علاء استضافه «وهو يصرف على عائلتي وعلى عائلة نادر شقيقي منذ الحادثة، وعرض أن يدفع نصف المكافأة التي عرضتها». وأكد أن أحداً من عائلته لم يتعرض لأذى، مكرراً أنه جاء إلى جمال «بملء إرادته»، ولفت إلى أن شقيقته التي جاء في بيان «حقوق» أنها تحت الإقامة الجبرية «تسكن في صيدا». ورد أبو علاء على بيان «حقوق» متسائلاً «كيف علموا أن ربيع اختطف أو عُذّب ولم يأتوا إلى المخيم؟» وأكمل «أشارت المنظمة إلى أن أربعة مسلحين خطفوا ربيع، هل يحتاج شخص مقعد إلى أربعة أشخاص لاختطافه؟». وتوجه جمال إلى مدير المنظمة غسان عبد الله قائلاً «أنا أدعوه للمجيء إلى المخيم ومقابلة ربيع والكشف عليه بحضور طبيب شرعي»، مؤكداً أنه سيلاحقه قانونياً لاتهامه زوراً و«نشره معلومات غير صحيحة». وقال إن أولويته ظهور الفتاة، مشيراً إلى أن نادر «لن يتعرض لشيء، بل أريده أن يظهر لقطع الشك باليقين». وقال إن فاعليات المخيم وقيادات حركة «فتح» أعطت نادر ضمانات كي يظهر: «إذا كان يخاف أن يأتي إلي فليسلم نفسه إلى العميد أبو العينين أو مسؤول مرافقته إبراهيم الخطيب». بدورها، نفت زوجة ربيع أن تكون تحت الإقامة الجبرية أو تعرّضت للتهديد.
ورجح أمين سرّ الهيئة الإسلامية الفلسطينية في لبنان الشيخ سعيد قاسم «أن يكون هناك طرف ثالث في الموضوع يريد أن يسيء إلى سمعة أبو علاء»، مشدداً على دوره في مساعدة أهالي المخيم والمحتاجين. ونفى أمين سرّ مركز المعوقين في المخيم عبد أسعد الخطف، مؤكداً أن ربيع لم يتعرض لأذى، وانتقد مدير منظمة «حقوق» «لإساءته لأبو علاء واختلاقه أخبار».
بالمقابل، أكد المدير العام لمنظمة «حقوق» غسان عبد الله في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أمس، عملية الخطف، وأصرّ على بيان المنظمة الأول، كما أصدرت الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)، أمس، بياناً أكدت فيه «صحة المعلومات حسب مصادرنا الخاصة، وأن ربيع الحسين تعرض للاعتقال بظروف تعسفية وتعرض للإهانة وسوء المعاملة الجسدية». وأدانت الجمعية الحادث معربةً عن تضامنها مع عبد الله، ودعت «القيادة السياسية الفلسطينية إلى محاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات، وتقديمهم إلى القضاء للمحاكمة». ورأت أن «التهجم على (حقوق) ومديرها هو تهجّم على جميع منظمات حقوق الإنسان».