عند الرصيف الملاصق لمبنى الصليب الأحمر الدولي، جلست عائلات الأسرى المعتقلين في المكان الذي يعرفونه ويعرفهم جيداً منذ زمن بعيد. وحولهم تحلّقت مجموعة من الشباب وضعوا على رؤوسهم أقنعة سوداء ولفّوا أياديهم بالسلاسل في عرض يجسّد حكاية الأسر والاعتقال والتعذيب. أما بقية المعتصمين فقد رفعوا صور الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين، يشاركهم أعضاء جمعية الصداقة اللبنانية الكوبية، رافعين صور المعتقلين الكوبيين الخمسة في سجون الولايات المتحدة الأميركية.رئيس بعثة الصليب الأحمر جوردي رايك استقبل المعتصمين بكلمة ترحيب وقال: «أهلاً وسهلاً بكم في أيّ وقت تودّون فيه أن تنقلوا معاناتكم ومطالبكم، وشرف لي أن أتعاون معكم».
كما أشار رايك إلى أن اللجنة تساعد كوسيط محايد في عملية تبادل الأسرى، كما تعمل على إعادتهم إلى عائلاتهم وأوطانهم عند إطلاقهم من السجون.
وتسلم رايك من المعتصمين مذكرة موجّهة إلى رئيس اللجنة في جنيف جاكوب غالنبرغر، تلاها باسم هيئة ممثلي الأسرى. ثم تحدث رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين عطا الله حمود، وعضو قيادة الجبهة الديموقراطية أحمد مصطفى، باسم رابطة الأسرى الفلسطينيين.
أما والدة الأسير حسين سليمان فشددت في كلمة باسم عوائل الأسرى على ضرورة استكمال الصليب الأحمر لجهوده من أجل استعادتهم.
وبعد الاعتصام، زار وفد من هيئة ممثلي الأسرى النائب السابق بهاء الدين عيتاني، في مكتبه في الروشة. ودعا عيتاني إلى إنشاء متحف ذاكرة الأسرى والمحررين لـ«تعريف الأجيال الشابة بتاريخ أمّتهم».
كما زار الوفد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، علي قانصو، الذي دعا القوميين الاجتماعيين وأبناء شعبنا إلى أوسع مشاركة في النشاطات الداعمة للأسرى.
وفي منطقة الطريق الجديدة، انطلقت مسيرة تضامنية من أمام مسجد الإمام علي إلى مدافن شهداء فلسطين، بدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني والأميركي، تضامناً مع فلسطينيي قطاع غزة في وجه العدوان والمجازر الصهيونية، وفي الذكرى العشرين لاستشهاد خليل الوزير، وفي الذكرى الثانية عشرة لمجزرة قانا وفي يوم الأسير الفلسطيني والعربي. وفي ختام المسيرة، تحدث أمين سر اللجنة يحيى المعلم، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عمر زين، الشيخ جهاد المير باسم المفتي محمد رشيد قباني، منسّق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي.
وفي المناطق، أقيمت مجموعة من الاعتصامات التضامنية، منها اعتصام أمام مكتب مدير خدمات «الأونروا» في مخيم البداوي تحدث فيه جمال سكاف، شقيق الأسير في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف، فأشار إلى أنه «لن يهدأ لنا بال قبل عودة الأسرى إلى ديارهم وأهلهم، وأن وعد سيد المقاومة السيد حسن نصر الله بتحريرهم يشكل أكبر ضمانة لنا بقرب عودتهم». كما تضمّن الاعتصام كلمات لكل من مسؤول الجبهة الشعبية في الشمال سمير لوباني. وفي مخيم البص أقيم اعتصام أمام المركز الثقافي، تحدث فيه عضو قيادة اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني في منطقة صور محمود عوض وعضو قيادة الجبهة الديموقراطية عبد كنعان. وفي مخيم القاسمية، أقيم احتفال في قاعة الإمام الحسين، تضامناً مع الأسرى واستنكاراً لاغتيال القائد في «كتائب المقاومة الوطنية» إبراهيم أبو علبة.
وفي ساحة الشهداء في صيدا، نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية اعتصاماً، ألقى خلاله عضو المجلس البلدي عفيف حشيشو كلمةً، ممثلاً رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري.
وعلى صعيد المواقف، كان لافتاً استقبال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، قبل ظهر أمس في السرايا الحكومية، وفداً من آل سكاف من المنية يدّعي صفة تمثيل عائلة الأسير يحيى سكاف، في حضور وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت ومنسّق «تيار المستقبل» في طرابلس عبد الغني كبارة. وتسلم الوفد من الرئيس السنيورة تقريراً صادراً عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت بتاريخ 28 آذار 2008 تعتبر فيه أن سكاف هو رسمياً «شخص مفقود».
وفي ردّ على الزيارة، حذّرت أسرة ولجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف، «أي شخص أو مجموعة أشخاص من انتحال صفة «عائلة الأسير» تحت طائلة المسؤولية القانونية».
وأكدت أن قضيته «كانت ولا تزال وستبقى في يد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، صاحب الوعد الصادق». كما سألت «حركة الوفاء للأرض والإنسان» الرئيس السنيورة ماذا سيفعل بعد أن اكتشف متأخراً أن الأسير سكاف مفقود؟ وهل لديه خطة أو مشروع لحل قضية المفقودين في إسرائيل أو داخل لبنان؟
(الأخبار، وطنية)