أنطون الخوري حربأثار كلام النائب ميشال المر عن جهل النائب سعد الحريري بالبيان الذي أذاعه النائب عمار الحوري منذ أشهر، والذي أعلن فيه تبنّي فريق 14 آذار لترشيح قائد الجيش ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، الكثير من التساؤلات واللغط والاستياء في صفوف الفريق الأكثري. ذلك أن كلام المر هذا في وسائل الإعلام سبّب إشكالية كبيرة بين نجله إلياس، وزير الدفاع، والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط.
وكشفت مصادر سابقة في رئاسة الجمهورية أن المر الابن عقد اتفاقاً ضمنياً مع المرشح ميشال سليمان قبيل زيارة الأول الأخيرة إلى واشنطن تضمّن التزام سليمان التزاماً نهائياً منح المر حقيبة الداخلية في أولى حكومات عهده الرئاسي، على أن يمنح الوزير السابق سليمان فرنجية إحدى الحقائب السيادية.
ثم طار المر إلى واشنطن في زيارة قيل إنها لطلب مساعدات للجيش، لكن هذه المهمة كانت ثانوية أمام المفاجأة التي أحدثها الوزير المر لدى الإدارة الأميركية بطرحه اسم العماد سليمان للرئاسة الأولى، شارحاً أهمية دوره الأمني والسياسي، إضافةً إلى استعداد أركان في الأكثرية للقبول به وتسويقه بعد جملة تفاهمات بينها وبينه على سلاح المقاومة وقرار السلم والحرب وتسهيل المحكمة الدولية.
بعد عودة المر من زيارته، عُقد اجتماع أنابوليس الذي خرج منه التفاهم السوري الأميركي المدعوم مصرياً وسعودياً باسم العماد سليمان مرشّحاً توافقياً. وما لبث هذا التفاهم، بحسب أوساط إلياس المر، أن أُبلِغ رسميّاً إلى الحريري، الذي أوعز بدوره إلى حوري إصدار بيان يتبنّى ترشيح سليمان.
وعند هذا الحد، تململ النائب ميشال المر، الذي كان يعرف أنّ طرح اسم سليمان في هذه المرحلة دون أي تفاهم مسبّق بين السلطة والمعارضة، هو طرح متسرّع، ذلك أن المر نصح ابنه بالتمهّل لإنضاج الظروف المطلوبة للإحاطة بترشيح سليمان، ثم لامه لعدم تقديم مثل هذه النصيحة إلى الحريري، مطالباً إيّاه بالتحدّث معه لتدارك الأمر، فأتى جواب الحريري نافياً علمه المسبّق ببيان الحوري.
وبعد هذه الواقعة، عُقد اجتماع بين النائبين جنبلاط والحريري والرئيس أمين الجميل في دارة الثاني وتدارسوا إيجابيات وسلبيات ترشيح سليمان بالنسبة إليهم، فكان استنتاج الحريري بأن «القبول بسليمان هو ربح مزدوج، سواء قبلت به المعارضة أو لم تقبل». وجرى الاتفاق على التمسّك بترشيح الأخير، وكأنه مرشح الفريق الأكثري. ثم أبلغ الحريري إلياس المر بهذا القرار، موكلاً إليه مهمة جذب والده نحو هذا الطرح، وهو ما التزمه الابن بكل أمانة واندفاع. ثم أتت انتخابات المتن الفرعية ليتمكّن المر الابن من لوم والده الذي أعطى ابنه الحق، وطُوِي الموضوع على قاعدة الاتفاق على مسلكية للنائب المتني تؤدّي إلى ابتعاده عن العماد عون وتكتله النيابي مقابل تفاهمات سياسية وانتخابية ووزارية جديدة.
لكن النائب المر، بحسب أحد أعضاء كتلته النيابية السابقة، لم يكن ليفصح عن كلام الحريري بشأن ترشيح سليمان لولا الأسلوب «الذي قابل به أعضاء كتلة المستقبل خروج المر من دائرة عون والذي رأى فيه هو نوعاً من الإهانة».