صور ــ آمال خليلفاجأت القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون الجنوبيين، أمس، بمشاركتها في فعاليات «اليوم العالمي للتخلص من القنابل العنقودية»، عبر جولة بحثت خلالها في سبل تفعيل المساعدات الأميركية للتخلص من القنابل العنقودية ونزعها من الأراضي الزراعية والسكنية. و«المفاجأة» الأميركية دفعت بعض الخبثاء إلى التساؤل عما إذا كانت زيارة سيسون «صحوة ضمير»، أم أنها للتأكد، بالعين المجردة، من فعالية هذه القنابل الأميركية الصنع والمنتهية الصلاحية (تعود إلى زمن الحرب الفيتنامية ما يزيد من خطورتها)، والتي «زرعت» إسرائيل القرى الجنوبية بمئات الآلاف منها، وخصوصاً في الأيام الأخيرة لعدوانها في تموز 2006.
جولة سيسون تمّت وسط إجراءات أمنية مشددة، وهي زارت، يرافقها وفد من السفارة، مركز التنسيق لنزع الألغام في مدينة صور حيث اطّلعت على عملية نزع القنابل العنقودية، وحضرت اختباراً ميدانياً لعملية تفجيرها في حقل تنظّفه بعض المنظمات الدولية بإشراف الجيش اللبناني والأمم المتحدة، قبل أن تتوجه إلى المقر العام لقوات اليونيفيل في الناقورة للقاء الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
وفي الجنوب أيضاً، نظّمت اللجنة الوطنيّة للتوعية من مخاطر الألغام، بالتنسيق مع المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام في الجيش اللبناني وجمعيّة المساعدات الشعبية النروجيّة، معرض صور وتوقيع عريضة رفضاً للقنابل ودعماً للحملة الدولية لمنع استخدامها.وفي هذا الإطار، شدّدت رئيسة الجمعيّة النروجية وفاء اليسير على أهميّة أن تأخذ الدولة دوراً كبيراً في مساعدة ضحايا الألغام ودعمهم في احتياجاتهم المعيشيّة. كذلك أشارت إلى ضرورة توقيع لبنان على اتفاقيّة مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة عن الأمم المتّحدة من أجل أن يحصل المعوّقون على كامل حقوقهم.
وللمناسبة نفسها، استحدثت منظمة «هانديكاب أنترناشيونال» الفرنسية التي تعمل ضمن فرق نزع الألغام والقنابل العنقودية حقلاً على الكورنيش البحري في صور حيث سيّجت مساحة من الشاطئ بالأشرطة الحمراء.
وشارك في إحياء اليوم الطويل، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، ممثل مكتب التنسيق لنزع الألغام العقيد حسن فقيه، ممثلون عن مؤسسات الإمام الصدر واتحاد المقعدين اللبنانيين، ومساعد المدير العام في عملية نزع القنابل العنقودية محمد غريب الذي لفت إلى «وجود 30 دولة في العالم ملوّثة بالقنابل العنقودية»، معلناً أن منظمة هانديكاب «تغتنم الفرصة للتأكيد على موقعها في عملية إزالة القنابل والألغام عبر العالم وشرح مخاطرها للناس، من خلال برامج ترافق هذا العمل من توعية ومساعدات مادية ونفسية واجتماعية للمصابين بها». وكشف عن «نية المنظمة بدء برنامج لنزع الألغام التي خلّفتها الحرب في مناطق الشمال». كذلك أكد ممثل الاتحاد الأوروبي برونو موتيريول «دعم الاتحاد كل المنظمات والجهات العاملة في إطار نزع القنابل العنقودية، لا في الجنوب فحسب بل مستقبلاً في منطقتي الشوف والشمال».
وفي العودة إلى واقع لبنان بعد العدوان الإسرائيلي، أفادت تقارير الأمم المتّحدة والجيش اللبناني عن استهداف لبنان بما لا يقل عن 4 ملايين قنبلة عنقوديّة خلال الأيام الأخيرة من العدوان، يضاف إليها مئات الألوف من الألغام والقذائف الإسرائيليّة غير المنفجرة التي تركها الإحتلال بعد انسحابه من لبنان في العام 2000 في الجنوب والبقاع الغربي. كما لفتت الإحصاءات إلى أنّ القصف العشوائي أدّى إلى تلوّث أكثر من 965 موقعاً جغرافياً، أي ما يعادل 38819694 متر مربّع من أراضي ما لا يقل عن 155 قرية في الجنوب والبقاع الغربي، يعمل الجيش والأمم المتّحدة والمنظّمات الدولية على إزالتها وفق خطّة تنتهي أواخر العام. وقد تمكّنت تلك القوى إلى الآن من إزالة ما يقارب 140 ألف من هذه القنابل ومئات الآلاف من الألغام.