المتن ــ رندلى جبوروعن اختيار راعي الكنيسة، يقول راعي كنيسة لبنان المعمدانيّة الإنجيليّة في عين سعادة، القسيس إدغار طرابلسي، إنّ الاختيار يكون بالانتخاب المباشر. ولذلك درجت تسميتهم في المجتمع الإنجيلي بـ«آباء الديموقراطية».
وبعيداً عن المؤسسات الروحيّة، تملك الطائفة عشر مدارس تعتمد جميعها اللغة الإنكليزية، ويبلغ عدد تلامذتها من إنجيليين وغير إنجيليين 3836، وأربعة معاهد للاهوت وجامعة «الشرق الأوسط» التي نُقلت من المصيطبة إلى سد البوشرية في عام 1939 وأعطت اسمها للجبل المعروف اليوم بـ«السبتية».
ويعرب طرابلسي عن الأسف لكون عدد طلّاب هذه الجامعة ضئيلاً مقارنة بالجامعات الأخرى، غير أنّه يحصر الأسباب بمحدوديّة اختصاصاتها، لافتاً إلى «أنّنا في صدد مشروع إنشاء جامعة جديدة ستبصر النور في المتن ويُعلن عنها لاحقاً».
يملك الإنجيليّون مؤسسة «الرؤية العالمية» التي تهتم بالتنمية الاجتماعية والتربوية من خلال إعطاء منح مدرسيّة وتأهيل المدارس المهنية والمركز الأرمني للعمل الاجتماعي والمركز اللوثري ومأوى العجزة الأرمني والمرشدية الإنجيلية لخدمة السجون ومركز القديس لوقا للأولاد ذوي الحاجات الخاصة وميتَمَين. وتُضاف إلى هذه المؤسّسات جمعيات كشفية ومراكز إعلامية ومجلّة «رسالة الكلمة» والمكتبة المسيحية العامة، ودور نشر كدار «منهل الحياة» و«جمعية الكتاب المقدس»، وثلاثة مراكز للمؤتمرات والمخيمات.
وينتمي أبناء الطائفة الإنجيلية، غالباً، إلى الطبقة الوسطى، ولكن رغم ذلك، يعاني إنجيليّو المتن من الهجرة المتزايدة للشباب إلى الغرب، ولا سيّما أوستراليا.
الإنجيليّون الذين اعتادوا على الهجرة، اعتادوا في الوقت نفسه، على حماية من تهجّروا من مناطقهم، وقد أدَّوا في هذا الإطار، دوراً بارزاً في حرب تمّوز الأخيرة، حيث استقبلوا في كنائسهم المهجّرين من بلدات الجنوب، وقدّموا خدمات طبية لأكثر من 1550 شخصاً، بالتعاون مع الصليب الأحمر ومؤسّسات أخرى في المنطقة.
لكن في مقابل هذا التفاني المطلق مع القضيّة والإنسان والوطن التي حرص الإنجيليّون على تكريسها ضمن مبادئهم، لم يجدوا من الوطن ما يفيهم الحقّ، فخرجوا من عالمهم الخاصّ رافعين الصوت أسفاً على «وطنٍ قدّمنا له الكثير، فلم يقدّم إلا القليل القليل».