غسان سعودويسأل دوشادارفيان مروّجي هذه المعلومات منذ التفاهم بين التيّار وحزب الله بوسائل مختلفة، عن موقفهم وموقف الأميركيين من التحالف الرباعي، ومن لقاءات السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان الطويلة بالوزير المستقيل محمد فنيش، ومن حزب الله نفسه، اليوم، إذا قرر وزراؤه العودة إلى الحكومة، داعياً «طباخي المؤامرة والساعين لدى الخارج إلى ضرب أبناء وطنهم»، للإقلاع عن هذه المحاولة «وخصوصاً أن العونيّين متمسكون ببناء أفضل العلاقات مع الشعب الأميركي، وجمعتهم مع قوى أميركيّة فاعلة محطات عدة». مشدداً على عجز قدرة الإدارة الأميركية عن أن تثبت أمام شعبها، الذي يراقبها عن كثب في هذه المرحلة، أن التيار متورط في أية أعمال مشبوهة، لعدم وجوده أصلاً، لافتاً إلى استقرار العلاقة بين التيّار وواشنطن على مستوى معين رغم تصاعد التهويل، علماً بأن العقوبات الأميركيّة التي صدرت بحق بعض اللبنانيين لتوجيه رسائل إلى بعض الأطراف المحليّين، كانت بعيدة عن التيّار.
ويفترض مسؤول العلاقات الدبلوماسيّة في التيّار أن يكون لعلاقة الوطني الحر وحزب الله صدى دولي إيجابي، وخصوصاً بعد حرب تموز، نتيجة توفير وثيقة التفاهم وسيلة لحل موضوع السلاح، مشيراً إلى أن الهجمة الدبلوماسيّة على الحزب، وتكليف الأميركيين بضعة بلدان وسفارات التفاوض معه، تصبّ جميعها في مكان واحد هو الاعتراف بالحاجة إلى محاورته والتوصل إلى تفاهمات معه.
وإذ ينفي دوشادارفيان تطرق الأميركيين من قريب أو بعيد «في محادثاتهم الكثيرة والمستمرة» مع العماد عون إلى احتمال وضع التيّار على لائحة المنع الأميركيّة، يقول إن النتيجة الوحيدة لقرارات الأميركيين بحق المعارضة على الصعيد العوني كانت في تردد بعض لبنانيّي الخارج في دعم مشروع Otv، آخذاً في الوقت نفسه في الاعتبار أن أي «إرهاب معنوي» مماثل سيؤثر، إذا حصل، على أصدقاء التيّار حول العالم، ومصالح لبنانيّين كثر، «لكنه حتماً لن يغيّر المعادلة الداخليّة، وسيعزز الالتفاف حول عون»، مستبعداً، بناءً على خبرته الدبلوماسيّة الواسعة، إقدام الإدارة الأميركيّة على خطوة «متهوّرة» كهذه، لاقتناعه بوجود «عقلاء في هذه الإدارة مستعدين للتدخل في اللحظة المناسبة من أجل تصويب الأمور، والدفع باتجاه الخيارات المربحة على المدى البعيد».
وينهي المسؤول العوني كلامه بالعودة إلى القرار 1559 فيؤكد أن الأميركيين يعرفون أن العماد عون كان وراءه، وأنّه أكثر من آمن بأن المصلحة اللبنانيّة تقتضي تطبيقه «ولكن يفترض بهم أن يفهموا أن تطبيقه بالقوة يهدد الكيان اللبناني برمّته، والطريقة الوحيدة لحل مشكلة سلاح حزب الله، بعدما حلّت المسألة الأساسيّة في القرار 1559 والمتمثلة بسحب الجيش السوري من لبنان، هي في بحث الأسباب التي تدفع الحزب للتمسك بسلاحه، ومعالجتها، وبعدها، يقول دوشادارفيان، «لكل حادث حديث».