باريس ــ بسّام الطيارةلم يستطع وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن يترك مناسبة لقاء وزراء خارجيّة دول جوار العراق الذي تستضيفه الكويت غداً تمرّ من دون التوقّف عند ضرورة عقد «مؤتمر الوقت الضائع»، لبحث الملف اللبناني. هذا المؤتمر الذي ستغيب عنه سوريا وإيران، وبالطبع لبنان، ينعقد وسط زحمة لقاءات وقمم. ويقول الدبلوماسيون إنّ تحضيراته لم تبلغ بعد مستوى مهمّاً.
وقد وصل الأمر بأحد الدبلوماسيّين المقيمين في باريس والمقرّبين من الأكثريّة النيابيّة، إلى حدِّ انتقاد «مؤتمر بشأن لبنان لا تدعى إليه لا سوريا... ولا لبنان».
ويؤكد أكثر من مصدر أن مصر لعبت دوراً بارزاً في التأثير على كوشنير لـ«عدم توجيه الدعوة إلى سوريا وإيران» لحضور لقاء الكويت، في تكملة لحركة الضغوط التي بدأت مع تراجع مستوى تمثيل مصر في مؤتمر القمة في دمشق. وقد أكد أبو الغيط لأكثر من مصدر في العاصمة الفرنسية «تباين وجهات مصر وسوريا بشأن المبادرة العربية».
وتؤكد هذه المصادر أن «خلية الإليزيه» ترددت قبل أن تقبل بـ«هذه الدعوة التي يغيب عنها عاملان أساسيان للوصول إلى حل»، إلا أن فريق كوشنير أكد في بادئ الأمر أن اللقاء «غير رسمي».
وتشير المصادر إلى أن فريق كوشنير لن «يمتنع عن عقد لقاءات جانبية ثنائية»، مع «احتمال كبير» في أن يجتمع مع كل من وزير خارجية سوريا وليد المعلم. ومن المؤكد أن يجتمع الوزير الفرنسي مع نظيره الإيراني على هامش اللقاءات المنتظرة للبحث أيضاً في الملف اللبناني «خارج إطار مؤتمر كوشنير بشأن لبنان». ويصف دبلوماسي أوروبي يرافق أحد كبار الموظفين السياسيين الأوروبيين لحضور مؤتمر دول الجوار «طريقة التنظيم الغريبة» للقاء بشأن لبنان، بأنها «كوشنيرية بالدرجة
الأولى».
ويضيف أن هذا كاف «لنعرف مسبقاً أن لا نتائج عمليّة ستتمخض عن لقاء كهذا، وأنه رغبة بالحركة فقط بانتظار انتهاء المفاوضات خلف الكواليس بين واشنطن والغائبين عن هذا اللقاء»، وهو انتظار يمكن أن يستمر حتى انتهاء الانتخابات الأميركية.