أثارت حادثة زحلة موجة استنكار واسعة ترافقت مع دعوات إلى ضبط النفس ووأد الفتنة. فقد تابع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة التطورات في زحلة، وأجرى سلسلة اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية، مشدداً على ضرورة تعقب المجرمين وسوقهم إلى العدالة وعدم التهاون في هذه القضية. كما أجرى اتصالات هاتفية، بكل من البطريرك الماروني نصر الله صفير، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة ومطران زحلة أندريه حداد.ووصف رئيس حزب الكتائب أمين الجميل جريمة زحلة بأنها «محطة إضافية على طريق النضال، نؤكد من خلالها أن الكتائب لا يرهبها الرصاص ولا تتراجع أمام الصعاب»، ودعا «إلى أوسع مشاركة في وداع الشهيدين في زحلة» اليوم.
وفي مداخلة تلفزيونية دعا الجميل إلى «وأد الفتنة في زحلة»، مشيراً إلى أن «الحادث جاء نتيجة تراكمات سببتها المعارضة ومَن وراءها، وهو قرار متعمد وعملية إجرامية مخطط لها». وطالب قيادات المعارضة، وفي مقدمها القيادات المسيحية، بـ«تسليم الجناة إلى العدالة».
ومن جهته أكد النائب إيلي سكاف «أنه لا يغطي أي جريمة، وهو يرفع الغطاء عن مطلق النار في الحادثة». وأعلن أنه طالب القوى الأمنية بالقيام بمسؤولياتها، مشيراً إلى أنه «لم يكن هناك قوى أمنية خلال المهرجان، بل كان هناك مسلحون يقفلون الطريق، ولدى محاولة الأخوين الذوقي المرور حصل تلاسن، ومن كلمة إلى كلمة حصلت المشكلة»، مشيراً إلى «أن جوزيف الذوقي مصاب أيضاً، وهناك آثار رصاص على سيارته».
وتلقى الجميل اتصالاً هاتفياً من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط معزياً بمقتل ماروني وعاصي، ومؤكداً له «ضرورة الاستمرار في التهدئة، وأن تأخذ العدالة مجراها بحق مرتكبي هذا الاعتداء السافر».
وفي حديث صحافي رأى جنبلاط أن أحداث زحلة «دلت على أن المعارضة لا تقبل بمنطق التنوع، وأنها تمارس سياسة الإلغاء المنهجي بحق قوى الأكثرية التي أبدت كل الحرص طوال المرحلة الماضية على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي».
وأسف البطريرك صفير لما جرى في زحلة، ورأى أنه يجب «أن يبقى الجدال على صعيد الكلام، وإن قيل إن الحرب أولها كلام». فيما حثّ النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت يوحنا حداد على «وأد الفتنة وتعزيز الوحدة الوطنية».
وتمنى الرئيس نجيب ميقاتي «على الأجهزة الأمنية والقضائية أن تضع يدها بسرعة على هذا الملف لحصر الحادثة في إطارها الصحيح».
ورأى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد استقباله في معراب رئيس اتحاد بلديات زحلة إبراهيم نصر الله يرافقه مختار بلدة الفرزل فايز حنا أن «الحادث مدبر»، وتحدث عن «عمليات تسلح رصدت في الأيام الأخيرة في بعض مناطق جبل لبنان تشير إلى مخطط فتنة عند المسيحيين».
وأسفت النائبة صولانج بشير الجميل لـ«أن يتحول احتفال تدشين بيت كتائب إلى مجزرة»، وناشدت أبناء زحلة «أن يرفضوا العنف، والتضامن من أجل الخير». وشدد النائب جمال الجراح على ضرورة «تسليم القتلة وعدم تغطية المجرمين».
وأكد الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة «أن هذه الحادثة تحمل في طياتها إشارة خطيرة إلى ما يمكن أن تؤدي إليه الاصطفافات الحالية في البلد، التي تعجز عن تقديم حلول جدية لإنقاذ الوطن من الموت المحتوم، إذا استمر ربطه بالتطورات الإقليمية، وبشكل خاص في موجبات المشروع الأميركي في المنطقة».
وقال رئيس إقليم زحلة الكتائبي إيلي ماروني إن «منفذَي جريمة زحلة معروف مَن يقف وراءهما، ومعروف من حرّضهما»، مشدداً على «أن الكتائبيين لن يسكتوا للحظة، ولن يكفّوا عن المطالبة بتسليمهما، وإلا فسيكون لهم تدبير آخر».
وإذ أعلنت الرابطة المارونية تعاطفها مع «زحلة وذوي الشهيدين»، نبهت من «مغبة استمرار الشحن السياسي في البلاد»، وطالبت الجميع بـ«وقف التراشق الإعلامي والابتعاد عن لغة الاتهامات، من أجل المساعدة على تثبيت أجواء الهدوء التي يحتاج إليها لبنان في هذه المرحلة من تاريخه». كما استنكر الجريمة العديد من الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية.
(الأخبار)