فداء عيتانيإلى حين قريب، كان القابع خلف حدودنا الجنوبية يشبه وحشاً كاسراً يمكن أن ينقضّ على كل من يمر قريباً منه، ومن المواقع التي احتلتها إسرائيل في الجنوب كان في وسع جنودها أن يمارسوا أي نوع من أنواع أصطياد المواطنين وقتلهم. اليوم، رغم حجم الدمار الذي لا يزال يمكن مشاهدته في مختلف قرى الجنوب، وعلى الرغم من عمليات البناء المتواصلة في أغلب القرى إثر ما خلفته حرب تموز، فإن من يمر قرب الحدود يستطيع أن يعبر بسلام، وليس القبعات الزرق من تهبنا السلم والطمأنينة، بل ثمة وحش كاسر مستعد لمجابهة الوحش الإسرائيلي الكاسر في أي حين، وهو ما يطلق عليه توازن الرعب.
الكلام السياسي السائد في العاصمة وبعض الضواحي لا يعني الكثير هناك، ولا محاولات اختراق الصف الشيعي، ولا ألاعيب قوى الأكثرية ومحاولتها منع احتكار قرار السلم والحرب أو المطالبة بحصر السلاح في يد الدولة.
الواقع القائم على الحدود، وفي وجوه جنود العدو وهم في تحصيناتهم يشهد بأن هذه البلاد الجملية لنا، وأننا لن نتركها تعود إلى الوراء.